فهد بن جليد
مُنذ أن طالب (الرئيس الفنزويلي) النساء في بلاده بالتوقف عن استخدام (مُجفف الشعر) للمساهمة في حل أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد، وأنا أفكر في دور المرأة السعودية في هدر المياه، وهو ما تسبب في مشكلة الفواتير لدينا؟!
أرجو أن تتسع صدور النساء لدينا لتحمّل مثل هذا الطرح، من أجل إيجاد طريقة لتغيير السلوك، وخفض الاستهلاك، لا أعرف لماذا تخيلت أن شعر (نساء فنزويلا) متجعد، ويحتاج لطاقة أكبر حتى يتم تصفيفه، مما اضطر الرئيس للتنبيه على ضرورة التوقف عن استخدام المُجفّف ضمن خطوات عملية أخرى للترشيد وخفض الاستهلاك، وهذا يدل على أن أي خطط لوقف هدر الطاقة، يجب أن يكون للمرأة دور رئيس فيها!
يجب أن نعترف بأن المرأة هي أكثر من يتعامل مع المياه في مجتمعنا بشكل مباشر، في الطبخ والنفخ والنظافة، لذا كان من الواجب تركيز خطط التوعية عليها بشكل أكبر، واتخاذ خطوات تفاوضية معها ومع (شريكتها الخادمة) في محاولة خفض الاستهلاك، واقتراح طرق إدارة الأزمة بعيداً عن (جيب الزوج) الغلبان، قبل فرض التعرفة الجديدة من وزارة الكهرباء والمياه!
الأهداف المرجوة من فرض التعرفة الجديدة لم تتحقق حتى الآن، لأن سلوكيات الهدر ما زالت مُستمرة، فالمُتأثر الوحيد هو (رب الأسرة) الذي سيضطر لدفع (الفاتورة الجديدة) مع سعيه لمراجعة (شركة المياه الوطنية) لخفض وتعديل القيمة، والبحث عن التسرّب المتوقّع، فرغم اقتناعه بأن جميع محاولاته لن تفلح في تغيير سلوك أفراد الأسرة، وأبرزها العادات السيئة لدى (المراهقين) التي تتمثّل في فتح صنبور المياه طوال الوقت... إلخ من السلوكيات الخاطئة داخل المنزل!
المُحزن أن السلوكيات الخاطئة (بهدر المياه) أثناء الوضوء أو استخدام المرافق العامة لن تطالها (تعرفة الفواتير)، مما يعني استمرارها!
رفع (الفاتورة) يتعلّق بهدر (المياه المنزلية) فقط، لأنك (الوحيد) الذي سيدفع، ولكن السؤال كم نسبة هذا الهدر؟ من مجمل (تسرّب المياه) فوق الأرض، وتحت الأرض؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.