د. عبدالواحد الحميد
حربنا مع تجار المخدرات طويلة ولا يمكن أن تنهيها حتى العقوبات الشديدة التي تصل حد الإعدام، فتجارة المخدرات عابرة للحدود وهي أخطبوط يتمدد في كل قارات العالم ولا يوجد بلد في العالم إلا ويشكو من وباء المخدرات!
ولذلك لا يمكن الاعتماد فقط على العقوبات الشديدة لمكافحة تجارة المخدرات، فهي رغم أهميتها الشديدة تظل إحدى الأدوات التي نحارب بها هذه التجارة القذرة التي تزدهر فوق خراب المجتمعات.
لا بد أن يتواكب تطبيق الأحكام الشديدة مع جهود توعوية مكثفة وموجهة للأطفال والشباب بشكل خاص ولأفراد المجتمع بشكل عام عن خطر المخدرات. فالوقاية من خطر المخدرات أفضل من علاج الإدمان، وحين يصل المتعاطي إلى درجة الإدمان يصبح من الصعب انتشاله وإعادته إلى حالته الأولى قبل أن يقع في براثن إدمان المخدرات.
يبرز المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» كجهد لافت للاهتمام من خلال أنشطته التوعوية الموجهة للشباب لحمايتهم من المخدرات، وقد اختتم «نبراس» في الأسبوع الماضي فعاليات الملتقى التوعوي المقام في الرياض تحت عنوان «لا تجربها» والذي حضره وشارك فيه عددٌ كبير من الطلاب من جميع المراحل الدراسية.
ربما يحمل عنوان الفعالية «لا تجربها» نبرة وعظية، ومن المعروف أن الوعظ المباشر قد لا يكون مؤثِّراً في أوساط بعض الشباب فهم يتأثرون بشكل أعمق بما يخاطب عقولهم ويرسخ القناعات لديهم. وإذا ما تجاوزنا العنوان الذي قد تمليه أحياناً ضرورة الاختصار، فإننا نجد أن الفعاليات تضمنت فقرات ترفيهية ومسابقات وأفلاماً وأسئلة تثقيفية وهي، حسب الرئيس التنفيذي للمشروع الدكتور نزار الصالح، «تستهدف الطلاب بطرق غير مباشرة لزيادة وعيهم بآفة المخدرات».
شكراً للأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمشروع الوطني لمكافحة المخدرات «نبراس» على الأنشطة التوعوية، ولا شك أن المجتمع ينتظر المزيد من هذه الجهود وبخاصة تلك الموجهة إلى طلاب المدارس لتعريفهم ليس فقط بأضرار المخدرات وإنما أيضاً بالأساليب التي يستخدمها مروّجو المخدرات للإيقاع بهم ومن ثم ابتزازهم واستعبادهم والقضاء على مستقبلهم.