مُنى عبيد الساري الحربي ">
يعتبر التحفيز أساس أي إدارة ناجحة، وهو عبارة عن قوة داخلية للمنظمات لتتحرك نحو تحقيق الأهداف, ويعرف التحفيز بأنه مجموعة من العوامل الخارجية أو الداخلية التي تؤثر على رغبة الموظف بأن يلتزم في دوره ومسئولياته الوظيفية. أيضاً هي دوافع للقوى العاملة في الشركات، كما يمكن أن توفر الجهد الكامل لتحقيق هذه الاهداف وفقا لـ «هاكمان واولدهام» (2009).
إن استخدام الأساليب التحفيزية والاهتمام بمقومات الحياة الأساسية كما ذكرها العالم «ماسلو» في هرم الاحتياجات الأساسية منذ العصور الوسطى تمكن الموظفين في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتأمين ظروف الصحة والسلامة, فضلا عن الوفاء وتحقيق الذات والاحتياجات النفسية, ومع ذلك في المنظمات العربية الحديثة تقوم الإدارة بتوفير حوافز مادية لموظفيها مع تقديم برامج التدريب التي تساعد على التحسين من كفاءة العمل وتشجيع الموظفين بشكل صحيح.
ومن وجهة نظر معظم المنظمات من المهم الحفاظ على تحفيز الموظفين للحد من تسرب الموظفين خارج الشركة والحفاظ على دوافع الموظفين أصبح أكثر أهمية. يقوم مديرو الموارد البشرية في المنظمات بتطوير استراتيجيات مختلفة للتحفيز عن طريق ربط الحوافز مقابل النتائج المحققة على أساس الأداء وتنفيذ استراتيجية الأجور المرتبطة بالأداء, كما استشهد «هاكمان واولدهام» (2009) بأن الدافع للموظفين في الغالب يكون عن طريق مبالغ نقدية أو فوائد جانبية.
ومع ذلك في بعض الحالات يجري مديرو أو قادة الشركات جلسات تفاعلية أو خطبا تحفيزية تمكن الموظفين من الاستماع إلى أمثلة واقعية عن القادة والحصول على من يتأثر بها, بالإضافة إلى وجود ساعات عمل مرنة وبيئة عمل مريحة يمكن أن تعامل على أنها خيارات لتحفيز الموظفين تستطيع مثلا الإدارة تقدير جهود موظفيها عن طريق التحفيز أو أن توجد أو تذكر الموظفين بالدوافع التي تساعدهم على إتقان العمل وإنجازه بكفاءة مما تدفعهم لأداء وتقديم أفضل ما لديهم عن طريق الشكر والثناء والإطراء أو تأمين منصب أعلى في المنظمة أو تقديم الجوائز كمحفزات هامة تزيد من الثقة بالنفس, وله الأثر الإيجابي على السلوك والعمل بكفاءة وتحقيق الأهداف المرجوة للشركة, بالإضافة إلى تأكيد أهمية وجوده مثل التكريم السنوي للموظف المتميز.
بعض المنظمات لديها أساليب تحفيزية مختلفة من خلالها تحاول تشجيع الموظفين على العمل بكفاءة أعلى لتمكنهم من كسب المزيد من الحوافز المادية وتحقيق النهوض للمنظمة، علما بأن الحوافز إن لم تنجح في تحقيق دافع إيجابي تسعى الشركة إلى تحقيقه ستكون قد أزالت دافعا سلبيا.
تقوم معظم المنظمات أو الشركات, ببرنامج تدريبي وإرسال الموظفين إلى ورش عمل لتطوير مهارات الموظفين وكذلك عقد ندوات لجعل بيئة العمل خلاقة وإيجابية من تكوين فريق عمل أكثر فعالية وخلق المزيد من التواصل بين الموظفين والإدارة العليا وتحسين نشاط العمل الجماعي وتوفير الحرية للموظفين في العمل وساعات العمل المرن تعتبر تقنية فعالة لتحفيز الموظفين لحل القضايا المتعلقة من ثقافة ومعتقدات التي ترتبط بالثقافه العربية, والتركيز على الأساليب التحفيزية داخل المنظمة وخارجها, مما يؤدي إلى خلق اندماج الموظفين في المنظمة على سبيل المثال, ضرورة إشراك الموظفين مع الإدارة كما هو في شركة «(علم)» السعودية التي تعد من أهم الشركات المحلية التي تعامل الموظف بأنه يعمل كشريك مع الشركة وليس لصالح الشركة فقط, بالإضافة إلى تقديرهم للموظفين وتحفيزهم ماديا ومعنويا بهدف التعاون لإنجاز أهداف الشركة. كما تؤكد شركة «(والت دزني)» العالمية مقولة (الأفكار العظيمة قد تأتي من أي أحد) لهذا السبب تقدم الشركة مقابل أي فكرة يمكن تحويلها الى منتج مبلغ مالي من أجل التحفيز للإبداع, ومضاعفة الإنتاجية لديها. وأخيراً تهيئة البيئة المناسبة للموظف وتحفيزه على أي عمل مميز يقوم به والاعتراف بإنجازاته لكونه جزءا من المنظمة تجعل التحفيز مع مرور الوقت ينبع من الموظف نفسه مما يزيد الثقة والولاء لديه لانتمائه للمنظمة نفسها.
- جامعة القصيم