د.عبدالعزيز الجار الله
مديرو الجامعات عادوا إلى اجتماعات وحوارات مكثفة حول (جدوى) السنة التحضيرية، ومعها عادت الجامعات إلى نقطة البداية أو المربع الأول من أجل إلغاء السنة التحضيرية التي عاشت جدلا طويلا ما بين الطلاب والمجتمع من جهة وبين الجامعات ووزارة التعليم من جهة أخرى، فالطلاب رفضوها لأنها تطيل أمد الدراسة وتعيق وصولهم للتخصصات التي يرغبونها، والمجتمع زادت من أعبائه المالية في التعليم الحكومي والأهلي، أما الجامعات فوجدت في السنة التحضيرية ضالتها في (تفويج ) طلاب الثانوية من الخريجين وجعلهم على شكل دفعات تستوعبهم التحضيرية لمدة عام ثم يوزعون بعد سنة على الكليات ثم الأقسام.
عندما بدأ الحديث عام 2006م وهي بداية إرهاصات السنة التحضيرية، لأن بدايتها الفعلية حوالي 2007- 2008م باستثناء جامعة الملك فهد التي بدأت مبكرا لكن بنظام مختلف، بدأت بالتدرج السريع و بمباركة من وزارة التعليم بل صرفت عليها الوزارة مليارات الريالات مع الجامعات، رغم معارضة الطلاب والمجمع ودخلت الجامعات بمساندة من الوزارة بما يسمى بالعناد الاكاديمي والإداري لتفرض السنة التحضيرية في جميع جامعات الداخل الحكومي والأهلي فرضتها بالأموال التي صرفتها على برامج ومشاريع التحضرية، وقوة قرار الوزارة، وللإنصاف فقد كان لبرنامج التحضيرية من المعارضين في الوزارة والجامعة واعتبروه من الهدر المالي والتعليمي، لكن هؤلاء من مسؤولي الوزارة والقيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة تدريس لم يكن صوتهم يصل، وكانوا يهمشون في داخل الوزارة وفي الجامعات، لان السنة التحضيرية وضعت وأقرت باعتبارها من ركائز حل أزمة القبول في الجامعة لكون أعداد الخريجين من الثانوية يفوق مقاعد الجامعات فجاءت السنة التحضيرية حلا لامتصاص المتقدمين.
الذين أصروا على تنفيذ السنة التحضرية في الجامعات، وأرغموا الطلاب عليها، وفرضوها على وزارة المالية لم يخطر في بالهم المشكلات التي ستخلفها التحضيرية فيما بعد، وعمق انعكاساتها السلبية ومنها:
أولا : إهدار أموال طائلة للدولة تصل إلى المليارات لبناء مبان، والصرف على برامج التحضيرية وعلى التوظيف والتعاقدات مع شركات ومؤسسات تعليمية متواضعة.
ثانيا : كلفوا المجتمع ـعباء مالية سنة دراسية تحملتها أسرة الطالب.
ثالثا: إطالة أمد الدراسة سنة إضافية أو سنتين وهذا من عمر الطالب.
رابعا : إضافة مرحلة دراسية ليس لها سند نظامي صريح بكل مستلزماتها ومتطلباتها، كلفتها على الدولة والمجتمع.
خامسا : قادت نتائج السنة التحضيرية في بعض الجامعات إلى إهدار طاقات الطلاب كان من المفترض بعد توفيق الله أن يكونوا من الأطباء و الجراحين ومن القانونيين والمهندسين والعلماء في التخصصات التطبيقية، لكن طريقة التدريس والفرز الحاد افقدنا طاقات ماهرة ومتميزة.
سابعا: فرزت التحضيرية التي قامت أساسا على التفويج - فرزت - الطلاب بطريقة غير عادلة وأجبروا على تخصصات لا يرغبونها، وأقل من طموحهم فحولتهم إلى شبه فاشلين.