فارس عشوي الشمري ">
لو سألنا أحد أصدقائنا عن اسم رئيس تنفيذي لأي شركة في منطقتنا هل باستطاعته إعطاؤك اسما؟ ربما يتذكر اسما أو اثنين أو على الأغلب سيرد بقول: لا أعرف. يا ترى مالسبب؟ مالذي يجعل قادة الشركات غير معروفين؟
عندما يتم الإعلان عن مؤتمر لشركة أبل فإن العالم كله ينتظر بفارغ الصبر ظهور قائد الشركة سواء كان ستيف جوبز قبل وفاته أو تيم كوك حالياً، ويتساءل الناس عما هو الابتكار الجديد الذي ستقدمه الشركة؟
كما استعانت شركة سامسونغ برئيس فيسبوك مارك زوكربيرغ للإعلان عن شراكة بين الشركتين في مجال الواقع الافتراضي. كل هذا من أجل إقناع العملاء بأن هذه الشركات مازالت قادرة على المنافسة في المراكز المتقدمة في مجال التكنولوجيا وأنها بأيد أمينة.
لماذا لا نرى رؤساء الشركات في منطقتنا يظهرون للعلن في مؤتمرات للإعلان عن ابتكار جديد أو حتى اتباع أسلوب جديد في قيادة الشركات، بل إن كل مانراه يقتصر على الإعلان عن الأرباح المليونية والتوزيعات على المساهمين.
يفتقر قادة الشركات لدينا للكثير من صفات القادة الفاعلين, فلا هدف محدد ولا اهتمام بالعملاء وسنوات من احتكار السلطة لدى الكثيرين لدرجة أن بعض الشركات أصبحت كالإدارات الحكومية لدينا تعاني من عدم التجديد والروتين القاتل. السلطة وحدها لايمكن أن تولد موقفاً إيجابياً لتحسين أداء الموظفين بل يحتاجون إلى قائد ملهم ومحفز لتقديم أفضل ما لديهم.
القيادة هي مورد مهم في المنظمات ولاتقل أهميتها عن الموارد البشرية الأخرى، نعتقد دائما أن تنافس الشركات يكون بمنتجاتها أو خدماتها فقط ولكن التنافس يكون كبيراً بقياداتها ومحاولتهم تحسين وضع الشركة باستمرار من خلال استقطاب أفضل الموظفين وبالتالي تقديم منتجات أو خدمات تنافسية.
لو أن كل شركة اهتمت بقياداتها من الرئيس التنفيذي إلى أصغر رئيس قسم وحرصت على إحلال الكفاءات التي ترفع من قيمة عمل الإدارات لوجدنا شركاتنا في مصاف الشركات العالمية وأصبحت بيئة الشركة جاذبة للكفاءات الشابة على عكس ما نشاهده اليوم من رفض الخريجين لوظائف في القطاع الخاص برواتب مجزية وقبولهم بالوظائف الحكومية برواتب أقل كما أشار وزير الخدمة المدنية بتصريحه بتاريخ 26 فبراير 2016م.
أتمنى أن يكون هناك معهد لإعداد القادة الإداريين على غرار ما هو موجود في القطاع العسكري، حيث إن القيادات الإدارية لدينا شبه معدومة ولايمكن أن تتطور شركاتنا بدون قيادة تساعد الشركات على الابتكار والإبداع في مجالاتها المختلفة, بحيث تكون هناك دورات تدريبية لصناعة قادة يعتمد عليهم في قادم الأيام.