فهد بن جليد
هو أسهل الطُرق لتغيير المفاهيم وتشيكل القناعات، واحتلال العقول مع كثرة الحديث عن قصص عاطفية تحرك مشاعر إسلامية أو نخوة عربية، بهدف الحصول على تعاطف المتابعين عبر هذه الوسائل، وكسب تأيديهم واختراق عقولهم لأغراض مشبوهة!
القصة الوهمية لحساب (سارة إبراهيم) فتاة السرطان التي كسبت تعاطف المجتمع السعودي -ليست هي الأخيرة- عند ما اكتشف المتعاطفون أنها مُجرد حساباً مزوراً، ولا صحة لوجود فتاة تحتاج المساعدة والتعاطف، رغم أن عدداً من (المدرعمين) قد علقوا بإنهم تواصلوا بطريقة أو أخرى مع (سارة الوهمية)، وهذا يدل على كمية السذاجة التي يمكن أن نشعر بها، عندما نُستغل بمثل هذه القصص والحسابات الوهمية التي قد تُشكل رأياً، أو فكراً.
خلال اليومين الماضيين صُدم مستخدمو (فيس بوك) في العالم العربي، بحقيقة ممُثالة لقصة (ميار) الفتاة التي خدعت جزءاً كبيراً من الشباب المصري تحديداً بحسب (اليوم السابع) عندما اختلقت قصة مفادها، أنها تريد أن ترتدي (الحجاب الشرعي) بينما أهلها يمنعونها من ذلك، الفكرة الجديدة ليست في هذا الحساب الوهمي، بل في كمية الحسابات التي يدّعي أصحابها أنهم من عائلة (ميار) ويبدأون في التعاطف معها والتعليق على ما تقول، والتأكيد أحياناً لإيهام المتلقي العادي (بعدالة قضيتها) وكسب تعاطفهم، وربما تحريكهم للقيام بأعمال معينة من أجل هذه القصة (غير الحقيقية) وهو ما حصل بالفعل خلال سنوات من التعاطف مع هذه الحادثة.
عن طريق الصدفة تم اكتشاف صاحبة (الصورة الحقيقة) وتم التأكد أنها فتاة لبنانية -لا علاقة لها بالقصة- وبعد مواجهة (حساب ميار) بذلك قام بحذف الصفحة، وإلغاء صفحات جميع أقاربها الوهميين!
هذه القصة وغيرها تؤكد أن الشباب العربي والإسلامي عرضة للاختراق عبر حسابات وهمية (لعصابات مُحترفة)، تؤجج المشاعر، وتلعب على أوتار حساسة، حتى يلغي المُتلقي (عقله الفاحص) ويصبح (منقاداً) لإملاءات ورغبات هذه الحسابات دون أن يشعر أو يميز، يُغرر به في ذلك حسابات وهمية (رديفة) وتلك هي القضية الأهم..
وعلى دروب الخير نلتقي.