د. خيرية السقاف
ما يحدث على طاولات القرار الآن ينم عن رجاحة، وحنكة، وبعد نظر، في كل صعيد، ونحو كل مجال، بمعنى آخر إنه ليس عصف للأفكار هذا التحرك الحيوي الذي يوقده الملك، وولي عهده، وولي ولي عهده، بل هو نسف للأوكار، أوكار الدّعة، والتفريط، والإسراف، واللهو، والتبرير، والتمرير،.. والتواكل، والتسويف،..
في الجانب الداخلي هناك قرارات فاعلة، وتفعيل حيوي، وخلية عمل ليل نهار ليكون القرار في مضمار التنفيذ، عسكرياً، ومالياً، وأمنياً، وتعليمياً، واقتصادياً، وإعلامياً، بل في مجال حقوق الإنسان وقضاياه الشخصية الملحة، وأحواله المدنية، ومواصلاته، واتصالاته، وخدماته، وتجارته، وإسكانه..، بل صحته، وغذائه..!
وفي أهم مستجداته الملحة مكافحة وسائل العدوان على راحته وسلامه، وتطهير الزوايا، وأركان الدار الكبيرة، والخبايا، وما تحت السُّقف الصغيرة، وما في البر، والقرية، والهجر، والمدينة الكبيرة،
لا ثانية لغفلة، ولا دقيقة لسهو، فمن القائد إلى ساعديه يشمرون عن سواعدهم، ويتحللون من أغطية رؤوسهم، وينغمسون في التفكير، ومن ثم في التقرير..
همهم الأول هذا الوطن العظيم..
وفي الجانب الخارجي، في مدة زمنية تسبق السرعة بسرعة شكّلت قوة التحالف، وعلا صوت الموقف، واتضحت الأنياب، ومدت كف الوطن بنصاعة القرار وبحتميته، وطرحت الشروط بنصاعتها وقوّتها، وانبلجت مكانة هذا الكيان عالمياً في ميزان الترجيح، واستقرت الطمأنينة عن هذا الكيان في نفوس الجار، والقريب، وصاحب اللسان، وشريك الهدف، ولحمة الدين، ورفيق التاريخ..
وسلاح البترول الذي كان قبلاً هو النازل في الميدان، المتصدر التمثيل، ستغدو جواره أسلحة يستشرف منها كسب معارك التنمية، والاستثمار في المال، وفي العقول، وفي منتج القادم لتكون لهذا الوطن أيامه الخضراء ترفرف لها نخلته، ويلوح بها سيفاه داخله، وخارجه..
همهم الأول والأخير هذا الوطن العظيم..
يبقى للفرد كل فرد في هذا الكيان أن يعضد هذه الهمم العليا بالصدق، بالتفاني، والإخلاص في النية، وفي العمل،
وإشعال همم الجد، والاجتهاد في الشراكة، والتفاعل دون منَّةٍ، ولا تراخٍ..
إننا نحييِّهم ونحن نتابع كل يوم صنيع هذه القيادة في معمعة أحداث تعتري المنطقة، قد مسَّنا منها نصَبٌ، لكنهم بقوة يتصدّون لكل عنصرٍ وهَـن في جسده بدواء، ولكل شقٍّ بُثَّ في نسيجه بعزم، وهمة، وطموح، وحكمة، وتجديد، ودأب وسهر، وحنكة، وقرار له من الوقْع ما ستؤول إليه نتائجه بحصادها المثمر كما وضعوا لها من أهداف بعيدة، وقريبة، وعاجلة..!
وفقهم الله، وعزَّز سعيهم بنصرته، وتوفيقه، وأمدهم بعونه، وحفظه.