د. خيرية السقاف
ماذا لو أن كل فرد يتولى ضبط نفسه، وهذه أخبار «الضبط» بأنواعه تؤكد انشغال الجهات الرقابية، والأمنية، والتربوية، والمصرفية بضبط المتفلِّتين من النظام..؟!
أوَلا يستطيع المنفلت أن يكبح جماحه كما يكبح جماح سرعة عربته..؟!
هو يحرص بلا ريب على ألا تندفع به عربته للهاوية، أو ترتطم بجدار، أو تحتدم بأخرى فيذهب هو، أو هو والآخرون لحيث لا رجعة، فيتكبد مع الموت، أو القتل، أو الإعاقة خسائر لا حد لها..
مثل هذا التهور في عدم كبح جماح عربته يحدث وهو لا يكبح جماح أطماعه..!!
وتتنوع أشكال، وأدوار، ومواقف الانفلات..
فالسارقون منفلتون، ومتجاوزو الأنظمة منفلتون، والمعتدون على حدود وحقوق غيرهم منفلتون، والمتلاعبون بأموال الحق العام والخاص منفلتون، والجائرون على البؤساء والغافلين منفلتون، والراشون منفلتون، ومستخدمو السلاح بلا ترخيص منفلتون، و»المفحطون» منفلتون، والمستغلون مناصبهم منفلتون، والمسرفون في كل شيء منفلتون، ومخالفون أنظمة العمل، والأمن، والتربية منفلتون..
لذا فإنَّ «صناعة» الضوابط الذاتية تخفف العبء عن موظفي الضبط حيث يكون اختصاصهم، وتكون أدوارهم،..!
بمعنى آخر، مكِّـنوا الأخلاق، شذِّبوا السلوك، تنقى النفوس، ترقى المصالح، تبقى قيم العلاقة بين المرء والآخر، وبينهما ومصالح المجتمع.!!