محمد الشهري
** حفل الأسبوع المنصرم بالكثير من الأطروحات الإعلامية حول ديربي الهلال والنصر المرتقب، بين متشائم ومتربص، حتى أنني قرأت لبعضهم ما يشبه الدعوة الممزوجة بالتأكيدات على أن المدرجات ستكون خاوية على عروشها من العشاق والأنصار، ولكل من مارس حقه في طرح رؤاه، فلسفته ومتكئه؟!.
** يعني باختصار.. كانوا يبشّرون بفشل الديربي الكبير!!.
** ونسي هؤلاء، أو تناسوا أن كبير آسيا وسيدها هو أحد طرفي اللقاء، وأنه هو من يمتلك حق تسيير الأمور في اتجاهاتها، ولا تعنيه أمانيّهم أو تخرّصاتهم؟!.
** فحضر العشاق والأنصار، وإن بأعداد أقل من المفترض، ولكنهم مارسوا قدراً كبيراً من الفاعلية، ودعموا نجومهم كما لو أن النصاب مكتملاً.
** وحضر بعضاً من وهج الزعيم فلم يجد الكثير من العناء في ممارسة تخصصه المتمثل بإعادة الأمور إلى نصابها، وكان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل نتيجة تاريخية تعيد إلى الأذهان مواسم (الخمسات) لولا أن (التاريخ) محمد الشلهوب ورفاقه طبّقوا مبدأ (ارحموا عزيز قوم ذل).
اختلط الحابل بالنابل؟!
** سأنطلق في تناولي هذا من مضمون العنوان أعلاه للحديث عن بعض الجوانب التي اختلط حابلها بنابلها فلا تدري أين، ومع من تقف؟!.
** فعلى صعيد اتحاد اللعبة وما أدراك ما اتحاد اللعبة، لم يعد بيننا من يستطيع فهم أقل القليل مما يجري فيه من (المزريات) التي لا حصر لها، ناهيك عن استحالة فهم الطريقة التي تُدار بها الأمور المصيرية التي تتطلب قدراً أعلى من الأهلية في سبيل تصريفها بعيداً عن الارتجالية والعشوائية، وإن شئت فقل: الفوضوية؟!!.
** إِذْ يكفي للدلالة على سوء الحال والمآل، أن تستحوذ خلافات ومشكلات الأعضاء بين بعضهم البعض على جُلّ الوقت والاهتمام، إلى درجة اللجوء للعبة منح المناصب، وتوسيع دائرة الصلاحيات، بغرض ترويض أو استرضاء هذا، أو إسكات ذاك، أو درء خطر آخر، وبخاصة أولئك الذين كشّروا عن أنيابهم، وأفصحوا عن مكنوناتهم؟!!
** يحدث هذا في حين أن المهمات الأساسية لهذا المجلس مهملة تماماً، فلا بوادر إصلاحات ظهرت، ولا آمال بتحسّن الأوضاع تبدّت.. وكلما هنالك مجرد اجتهادات غايتها إكمال المدة بأي شكل حتى لو (خربت مالطا) عن بكرة أبيها!!!.
** هل تتذكرون حكاية معالجة قضية عدم انتظام الحارس عبد الله العنزي لصفوف المنتخب حينما تم (دحرجتها) للجنة الاحتراف، وهل تتذكرون قضية تمرد ثلاثي المنتخب على الأوامر أثناء معسكر ماليزيا، وكيف تمت معالجتها وكيف انتهت، وهل، وهل، وهل؟!.
** هذان الأنموذجان ما هما إلاّ غيض من فيض الوقائع والبراهين على سوء الأوضاع، والله يستر من القادم.
على وين يا حسين؟؟
لم يعد من المجدي، ولا من المعقول بأي حال، مطالبة حسين عبد الغني بأن يرعوي ويكف عن ممارسة (همجيته) إلى درجة أنه أضحى من الثابت لدى الشارع الرياضي الترقّب المسبق لما سيقدم على ممارسته من مهازل قبل كل لقاء يشارك فيه؟!!.
** أقول لم يعد من المفيد مطالبته بأن يكون سوياً في تصرفاته أسوة بأقرانه، ليس لأنه لا يستطيع، ولكن لأن خلفه من يدافع عنه سراً وعلانية ويبرر له حماقاته، ولأن الجهات المعنية أجبن من أن توقفه عند حدّه؟!!.
** للتذكير فقط : عقب انتهاء آخر لقاء جمع الهلال والنصر تحرش حسين بالشاب محمد البريك محاولاً جرّه إلى مستنقعه، ولكن الشاب البريك أفسد عليه مخططه بترفعه عن مجاراته مما أكسبه احترام الجميع، وهو ما أوغر صدر حسين عليه وجعله يتربص به في أكثر من محاولة خلال لقاء الخميس كانت تستوجب طرده حتى قبل أن يختتم محاولاته بإفقاد البريك أحد أسنانه؟!!.
** العجيب المريب أن المحلل (محمد فودة) تجاهل عرض تعمد حسين ركل البريك في ساقه بغرض الإيذاء خلال إحدى الكرات المشتركة، كما تجاهل عرض الحالة التي فقد على إثرها البريك سنّه مكتفياً بالقول : شاهدت الحالة وكانت عادية، مع أننا شاهدنا الإعادة التي توضح بجلاء قيام حسين بتوجيه لكمة بظاهر القبضة على فك البريك مما نتج عنه فقدانه لسنّه.. وبذلك يتضح مدى تمدّد السيطرة الصفراء في كل الاتجاهات حتى على مستوى التحليل الذي هو بمثابة أداء الشهادة التي يؤثم مبتدعها ويؤثم كاتمها؟!!