ناهد باشطح
فاصلة:
«الظلام لا يقدر أن يطرد الظلام، النور وحده هو القادر على ذلك، والكراهية لا تقدر أن تطرد الكراهية، المحبة وحدها القادرة على ذلك»
- مارتن لوثر كينج-
نعم نقطة نور بداخلنا يمكنها أن تبدد الظلام الكاسح.
لقد خلقنا الله بفطرة خير سوية يمكنها أن تشع النور على العالم لكننا انشغلنا عن النور في دواخلنا بالظلام وكأننا نبحث عنه.
إشاعة السلام وقيم مماثلة كنبذ العنف والتسامح وإحسان الظن والحوار الحضاري والرحمة للناس جميعاً على هذه الأرض من أهم ما يحتاجه العالم الآن وسط هذا المناخ المحتقن بالعداء.
في الكويت بادر د صلاح الراشد بتأسيس مؤسسة للسلام أعضاء مجلس إدارتها من مختلف الجنسيات ولديها ممثلون في معظم الدول لإشاعة السلام.
أشيد بجهودها لأن من أهم خطوات إشاعة السلام دعم مبادرات السلام الذي يطلقها الآخرون في مختلف بقاع الأرض.
في مجتمعنا ألا نستطيع أن نطلق مبادرة للسلام؟
هناك شعبية كبرى للشخصيات العامة من فنانين ومشاهير الرياضة والدعاة, والسؤال هؤلاء ما دورهم في إشاعة السلام في مجتمعنا تحديدا؟.
سأتحدث بدءا عن الدعاة الذين يتمتعون بتأثير واسع على جمهور عريض ماذا فعلوا أكثر من جهودهم في تعليم الفقه والعبادات أو نشر الإسلام في العالم؟.
أتحدث عن جهودهم داخل المجتمع وتحديدا في مرحلتنا هذه والعالم ينظر إلينا كمصدر للإرهاب وداعم له؟ ليس مهما أن يكونوا مثل «يوسف إسلام» أو «علي كريسا» أو «صلاح الدين بيرفوجل» في الدعوة إلى الإسلام حول العالم، لكن من المهم أن يمارسوا الدور المطلوب منهم في إشاعة الإسلام كتعامل حضاري في داخل المجتمع.
لم نعد اليوم بحاجة إلى المعلومات لأنها أصبحت متوفرة لدينا عبر قنوات مختلفة، لكننا نحتاج إلى تنقيح القناعات القديمة وفرزها فالقناعات السلبية لا ينتج عنها إلا سلوكيات سلبية.
قيم مثل الاستعداء لغير المسلمين مثلاً لم يعد لها مكان اليوم في ظل انتشار الإرهاب في العالم حيث إنها تغذي خطاب العنف بشكل لم تكن تفعله من قبل.
مهمة الدعاة اليوم تفكيك الخطاب المتشدد الذي زرع في مجتمعنا سنوات طويلة عبر مختلف مؤسسات التعليم والإعلام.
نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة التي فُهمت من البعض بشكل أو بآخر فهماً متطرفاً، يمكن للدعاة اليوم أن يبرزوا الفهم الصحيح لها والمطابق لتسامح الإسلام.
ليس عيبا أنها فسرت من البعض في زمن مضى تفسيراً خاطئاً, فالمجتهدون يصيبون ويخطئون وفي الحالتين مثابون على اجتهادهم.
ولكن دور الدعاة أن يوضحوا ذلك في تركيز على التفسير دون التركيز على قائله فالقضية ليست الأشخاص بقدر ما هي المساهمة في تطوير الخطاب الديني التقليدي إلى خطاب يركز على قيم الإسلام وتسامحه المطلق.