ناهد باشطح
فاصلة:
(العصفور الذي يوسخ عشه عصفور حقير).
- حكمة عالمية -
لن ألوم الشركة المنتجة لفيلم Saudi Arabia Uncovered والذي حصد على موقعهم الإلكتروني حتى الآن 38 ألف مشاهدة مع أن عرضه سيكون آخر شهر مارس الحالي، فالفيلم أعد بطريقة احترافية عالية واستطاع تحقيق هدفه من تشويه صورة المملكة.
ولن ألوم استسلام صناع القرار في مجال الإعلام لضعف إنتاجنا لأفلام وثائقية تبرز واقعنا ورغبة الدولة بالإصلاح دون محاولة تبرير سلبيات مجتمعنا، فالتبرير والمغالطات ليس أسلوبا احترافيا في تشكيل الرأي العام محليا أو تشكيل الصورة الذهنية عنا خارجيا.
لكننا جميعا مسؤولون عن سمعة هذا الوطن.
ربما لم يدر في بال الذين حاربوا وجود السينما كدراسة وكصناعة أنه سيأتي اليوم الذي سيكتسح الشباب السعودي رجالا ونساء مواقع شبكة الإنترنت ويؤسسوا قنوات في اليوتيوب لينشروا أفكارهم ويعبروا عن ذاتهم ومجتمعهم.
الإشكالية الآن هي في عدم وجود من يرعى هؤلاء الشباب دون أن يتربص بهم التقليديون ويحاولون إصمات الإبداع.
الإشكالية في محاربة دور جمعية الثقافة والفنون من قبل البعض رغم نشاطها الذي وضح مؤخرا بشكل لافت.
لذلك أتساءل ماهو دورنا إزاء فيلم سيبث بعد أيام فيه من الوقائع السلبية التي تم التركيز عليها ما يصورنا مجتمعا متوحشا؟
هل سسننكر هل سنشجب؟ هل سنتألم ونصمت؟
هذا الفيلم ليس هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير الذي يركز على إبراز الجوانب السلبية في مجتمعنا ويظهر الحوادث الفردية وكانها نظام مطبق، بينما نقف عاجزين عن إنتاج أفلام قصيرة تعرض واقع الحياة اليومية بكل مافيها من تناقضات يمكن للحرفية المهنية الإعلامية أن تقدمها بشكل يوصل للمتلقي رسالة المجتمع في الإصلاح وليس تصويره كضحية للدولة.
ومن جهة أخرى فإننا بالفعل نحتاج إلى أن نسير باتجاه الإصلاح وفق سياسة الدولة لا لنرضي الغرب عنا ولكن لنحيا الحياة التي نستحقها.
إحساسنا كمواطنين بالمسؤولية يحتم علينا كل من خلال موقعه ودوره في المجتمع أن يكون سفيرا لبلاده...
أن يدرك أن هناك هجمات شرسة تطال قيم المجتمع وتتربص بوقائع وأحداث سلبية تشوه الصورة الذهنية لنا، وفي هذا ضرر كبير على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية.
السعودية ليست تماما كما وصفها ذلك الفيلم ففي بلادنا ألف شاهد للمحبة والتعايش والسلام ولكن من يرصد.. من يسجّل.. من يقول للعالم من نحن؟