فهد بن جليد
في أقل من شهرين يُنتظر أن تنتقل الأيام الثقافية السعودية من شرق الكرة الأرضية (إندونيسيا) إلى أقصى شمالها هناك في (كندا)، والهدف دائماً هو تعريف الشعوب بثقافتنا وتراثها العريق، وموروثها الشعبي الذي يزخر بالعديد من الصفحات المضيئة والهامة والفريدة.
الإعداد لمثل هذه المناسبات الثقافية الدولية، يحتاج إلى عناية فائقة في اختيار المشاركات التي تمثل الثقافة السعودية، وفريق تنسيق مُتمكن يستطيع دراسة ثقافة الشعوب الأخرى ؟ وكيف يمكن أن نقدم ثقافتنا بلغة محببة وسهلة لهم، وكذلك مشاركين يعكسون بأخلاقهم قبل أدوارهم، حسن تمثيلهم لرسالة المملكة العربية لسعودية كرائدة للعالمين العربي والإسلامي، وهو ما شاهدناه هنا في المتحف الوطني الإندونيسي في جاكرتا، عندما اختارت وزارة الثقافة والإعلام مشاركيه باهتمام كبير، من أجل عكس الصورة الصحيحة عن الثقافة السعودية.
معرض الحرمين الشريفين، والتوسعة الكبيرة التي يشهدانها حالياً هي الوجهة الأكثر زيارة، ولا شك أنّ الحرمين الشريفين واهتمام القيادة السعودية بهما مُنذ عهد المؤسِّس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله -، مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بصورة السعودية والسعوديين في أذهان الشعوب الأخرى، ويتأكد ذلك لدى الشعب الإندونيسي الشقيق، الذي وجد في حبات التمر التي جلبت من مختلف مناطق المملكة، والعجوة، ومياه زمام التي تقدم مجاناً للزوار، تذكيراً ببعض تلك المشاعر الروحانية في المشاعر المقدسة.
مشاركة المرأة في الأيام الثقافية السعودية علامة بارزة، وهي تعكس المكانة التي تعيشها المرأة في ثقافة المجتمع السعودي، خصوصاً عندما تقترب هذه المشاركة من جوانب مضيئة عن المرأة السعودية، لم تكن تعرفها الشعوب الأخرى، كما أن الفن التشكيلي، وورشة الخط العربي يحيظان بإعجاب الزوار .
تعالت صيحات الجمهور في جاكرتا، عندما قدمت الفرقة الموسيقية المشاركة في الفعاليات أغنية (مقادير) للراحل طلال مداح، وهذا يدل على أنّ رسالة الفن رسالة هامة جداً، إذ تتحاور الشعوب عادة بالموسيقى، مهما اختلفت ثقافاتهم، عودة الأيام الثقافية السعودية أمر إيجابي له دور في التعريف ببلادنا، كدولة عظيمة لها ثقافة وتاريخ عريق، قد تجهل الأجيال الناشئة في تلك البلدان .
وعلى دروب الخير نلتقي.