سامى اليوسف
الذهب لا يصدأ، والنجم محمد الشلهوب كذلك، تمر السنون وتزيده بريقاً. كتبت قبل أيام عن «القدوة الحسنة» معتبراً أن محمد يُجسّد هذه القيمة في الملاعب الرياضية، وطالبت اللاعبين أن يقتدوا به كي يعمّروا في الملاعب، ويغادروها بذكرٍ طيب.
الشلهوب اعتمد منهج الانضباط له في الملعب، وخارجه.. فالسلوك القويم عنوانه في الداخل والخارج، ولن أضيف جديداً في هذا السياق عن القائد الموهوب.. المحبوب ولكن سوف أشدد على عنوان رئيس لخصه محمد في مضمون سلوكه ومشواره نختصره بكلمتين: احترم نفسك.. فالمقصود أن الانضباط والالتزام ينبع أولاً من احترام الشخص لذاته، وبعد أن يعرف قدر نفسه، وحدودها جيداً يسهل عليه التعامل مع الآخرين والالتزام في عمله.
واحترام الذات، وتقديرها عنصران مهمان في قبول الآخرين للشخص، وفي الاتصال الجيد مع الغير، وفي تحقيق النجاح والإنجازات فهما عنصران محفزان ومشجعان للثقة ثم النجاح، ولعل الأجواء المحيطة تسهم في خلق التقدير والاحترام المطلوبين للذات، وأعني هنا بيئة اللاعب، والتي تبدأ منذ الصغر من خلال تربية جيدة، وتعليم جيد، وصحبة جيدة تعزز كل مقومات هذا الاحترام، والتقدير وتؤدي إلى النجاح بفعل الاستقرار النفسي، والنظرة الإيجابية.
الجانب الآخر، قد يرتكز على نظرة ذات توجه ديني شائع في مجتمعنا يحصد الشلهوب معها ثمرة عمله، وأعني «بر الوالدين»، وهذا أمر غاية في الأهمية.
في المقابل، فإن اللاعبين النجوم الذين يخفقون في استثمار مهارتهم، أو موهبتهم، أو يقعون في براثن المنشطات على سبيل المثال هم في الأساس لم يحترموا ذاتهم، ولم يقدّروها حق التقدير، إما بالنظرة السلبية المرتكزة على عدم الثقة، أو الإفراط في التباهي والتعالي، وهذه صورة من صور عدم تقدير الذات ومرتبطة حتماً بما ذكرت أعلاه من تنشئة غير جيدة، أو تعليم غير كافٍ، وخلافه.
أخيراً، في هذا السياق أعتقد أن دور التوعية والتثقيف للاعبين الجدد، وأقصد الجيل الجديد في قطاع الناشئين والشباب، أمر مهم وحيوي في إعداد جيل يسير في الطريق القويم بدون عقد أو عثرات مخيبة تفتك بمهارة الموهوبين وتقضي على نجوم يفترض أن تكون نهايتهم سعيدة.
أخيرًا:
احترم نفسك كي يحترمك الآخرون.