عبدالله بن محمد أبابطين
هذا المخلوق الذي جعل الله كل شيء منه حياً كان ولايزال سبباً للموت والقتل والدمار لأجل الحياة!. هذا المارد الذي يتصدر الآن الساحة متحدياً الأمم والشعوب لأجل الوصول إليه فهو أكسير الحياة ومنبع الانتعاش، يقولون التاريخ يعيد نفسه وأصر هذا المارد إلا أن يثبت هذه الحقيقة لأولئك الذين غرتهم بهارج الحياة وتقدمها وتفاخرها حتى أصبحوا يغترفون هذا الماء دونما حساب، لم يعلموا أن في النهاية سوف يكون سبباً رئيساً لمشاكلهم، فالحروب الغابرة كان التقاتل فيها بسبب الماء واليوم رغم التقنية وتوسع المدارك والمعلومات لم تصل إلى تنظيم جيد يحفظ ثروتنا والأجيال من بعدنا.
لن أتناول ما يتعلق بنتائج سلب أو نقص هذه المياه بين الدول سواء حربياً أو زراعياً فهذه تحتاج إلى وقفات هادئة توازن بين الحاجة والطلب وبين الإنتاج والعائد إلى جانب أمور التصنيع ومشتقاته ولن تعيش (أحلام المياه) وما تأتي به الدراسات غير الملموسة.
فهذه حال الدول وتطاحنها لأجل المياه واستغلالها وقد يكون ثمن ذلك أرواح وأموال تنفق ولكن حربنا هذه من نوع آخر فهي المعاناة والتذمر وتزايد المشاكل وقد تكون أكواماً من الورق تضم الشكايات والمطالب فهي هاجس للمواطن والمسئول وهي شغله الشاغل.
لذا قررت أن تكون الفكرة لا تتجاوز صنبور الماء بمنزل أحدنا قد تتوقف أو تقل المياه المحلاة إلى منزل أحدنا فيقيم الدنيا ويقعدها رغم وجود البديل الآخر وهو مياه الآبار.
ومع هذه الشكوى والتبرم لم يسمح لوقته الذي يضيع في مجاملة هباء أن يحاسب نفسه ويسأل كم يستهلك منزله فهو إما رجل أغناه الله وربما لم يطلع على فاتورة الماء مطلقاً فهي تسدد عن طريق مكتبه أو عن طريق البنك مباشرة، فليست العبرة لنا كم نحصل من مبالغ بمقدار أهمية كم نوفر من مياه صالحة للشرب لأناس قد يحرمون من هذه النعمة أو شخص اعتاد على نوعية هذه المياه فهو لا يصبر ويوجه اللوم إلى الجهة المختصة رغم أن هذه الجهة أنفقت مبالغ لا تقارن مطلقاً بتكاليف الإنشاء والصيانة والتشغيل.
وتصوري لهذه المشكلة ينطوي تحت هذا الأمور:
1 - هذه السلبية لدى المستهلك قد يكون هو السبب الرئيسي لها ولربما إننا نشاركه كأجهزة مساندة في هذا الخطأ والاستمرار به.
2 - وسائل وطرق الترشيد قليلة جداً فاستخدام وسائل الإعلام في هذا المجال قد تكون معدومة.
3 - الندوات والمؤتمرات قد لا تذكر.
4 - المسئولية والإحساس بالواجب في توفير المياه الصالحة للشرب قد يكون نقصها سبباً لإغفالها.
5 - عدم وجود أنظمة حاسمة لنوعية شبكات المياه داخل منازل المواطنين.
6 - وجود سوق مفتوح لكل نوع من البضائع الرديئة مثل السيفونات و غيرها والتي تهدر النسبة العالية من استهلاك المياه.
7 - ثقافة استخدام المياه لدينا قد تكون معدومة فنحن أثناء الحلاقة نترك الماء يهدر والعاملة تترك الماء في المطبخ وكأنها على نهر في الفلبين أو الهند.
لذا فهاجس المياه يشغل الساحة وسوف يلعب دوراً ليس بالبسيط.
وكم كنت أتمنى أن يكون هناك تفرغ لهذا الموضوع وإعطائه الاهتمام الأكبر لأحداث الساعة ولعل من خلال جريدة (الجزيرة) وهي صاحبة المبادرات الوطنية الهادفة أن يكون النقاش الهادف البناء يعطي ثماره.
والله الموفق،،،