عبدالله بن محمد أبابطين
الحمد لله على قضائه وقدره وما مصائب الدنيا إلا ابتلاء وامتحان للصبر وعلى أقدار الله سبحانه وتعالى، وفقدنا لعميد أسرتنا الشيخ عبدالكريم بن عثمان أبابطين من هذه المصائب التي نحتسبها عند العزيز الكريم راجين منه سبحانه أن يجمعنا به وبأحبابنا في الفردوس الأعلى.
كان أبا فهد نعم الصديق الصدوق والحبيب المحب لوالدي محمد رحمه الله، ولقد رثاه بقصيدة تدمع لها العين ويخشع لها القلب، واليوم ونحن بفقد شيخنا الغالي دمعت عيوننا وبكيناه ودعونا له وهو في موقف أحوج ما يحتاج الدعاء، وإن اختلج بالصدر فقد قال ابني المهندس معاذ قصيدة منها:
أواه من فقده على القلب أواه
عز الله أنه حزن في شكل ثاني
حيثه رفيق أبوي كم عاش وياه
صداقه تعجز عليها المعاني
نعم كانا صديقين يجمعهما القربا والمودة وما أكثر القصص التي نذكرها عنهما رحمهما الله وجمعنا بهم في جنات النعيم، لقد كان شيخنا صاحب.
ذوق رفيع وينظم الشعر النبطي ومعظم أشعاره تحكي قصة حياته ووفائه مع أهل الوفاء إلى جانب شموخه واعتزازه بأسرته والثناء عليهم وحثهم على معالي الأمور، كان رحمه الله ينظم الشعر النبطي غير متكسب بشعره ولا يمدح لأجل العطاء وكان يقول الشعر في المناسبات والمواقف التي تدل على عزة النفس والكرم والشهامة وكان في شعره رثاء ومدح وغزل عفيف وفخر ومداعبات وعتاب، يقول في رثاء زوجته أم فهد رحمها الله وأسكنها فسيح جناته يقول فيها:
يا دار وين إلي إلى جيت يا دار
هلا ورحب بي ولبى كلامي
يا دار عقبه صار ما عاد لك كار
ما عاد أبيك وعفت فيك المنامي
يالله عسى روحه تحرم على النار
وينزل مع الأبرار دار السلامي
لا شك أنه ترك فراغاً كبيراً في أسرتنا، ولكن الرجاء من العزيز الكريم أن يتغمده بواسع رحمته وأن يحسن عزاء أبنائه وأسرته.
والحمد لله أولاً وأخيراً والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.