تونس - فرح التومي:
بالرغم من نفي الداخلية في بلاغ لها لما يتم تداوله في الآونة الأخيرة من أخبار حول مخططات لاغتيالات تستهدف عديد الشخصيات، إلا أن مصادر اأمنية جزائرية لا تزال تصر على مصداقية الخبر الذي تداولته وسائل اعلام تونسية وجزائرية ودولية وفق معلومات استخباراتية دقيقة، قالت الجزائر بانها سلمت قائمة الشخصيات المستهدفة الى وزير الداخلية التونسي لدى زيارته الأسبوع الماضي إلى العاصمة الجزائرية بشكل مفاجئ استجابة الى دعوة عاجلة من نظيره الجزائري. ويبدو أن حالة الهلع التي انتابت أغلب الأسماء التي تضمنتها هذه القائمة المهددة بالاغتيال من طرف الجماعات الإرهابية المتخفية في الجبال والمرتفعات وداخل المدن والأرياف التونسية، هي السبب وراء نفي الداخلية التونسية لهذا الخبر المؤكد، فيما كشف مصدر أمني مطلع « للجزيرة» أن المؤسسة الأمنية في تونس وفرت كافة ظروف الحماية لهذه الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية بما يضمن سلامتها، إلا أنها تظل حريصة على القيام بواجبها بعيدا عن أعين الإعلام سعيا الى انجاح عملها.
وكان وزيرا الدفاع والداخلية حضرا أول أمس الاثنين جلسة استماع مغلقة بمجلس نواب الشعب خصصت للنظر في مدى جاهزية المؤسستين العسكرية والأمنية لمجابهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي لا تزال تشكل خطرا حقيقيا على أمن البلاد واستقرارها. وأفاد وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني بأنه تم التأكيد خلال هذه الجلسة العامة المغلقة بالبرلمان على أن الدولة تسير في الطريق الصحيحة وأن الحرب التي تخوضها البلاد ضد الارهاب هي حرب اجتماعاتية تتطلب انخراط الجميع فيها. وأوضح أن الجلسة تندرج في اطار دعم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والمراقبة البرلمانية للقوات المسلحة مبينا أنه تم مد النواب بكافة المعطيات حول الوضع الأمني بالبلاد والاستراتيجية الأمنية والدفاعية في مجال مكافحة الإرهاب إلى جانب تفاصيل العملية التي جدت مؤخرا في بنقردان. وذكر وزير الدفاع بأن الحرب على الإرهاب متواصلة رغم النجاح المحقق في العملية الأمنية والعسكرية ببنقردان مشددا على أن هذه الأفة العابرة للقارات الذي يهدد كل دول العالم يتطلب التعاون الدولي على مستوى تبادل المعلومات واقتناء التجهيزات والتدريب. وأشار الحرشاني إلى أنه لا بد من التأكيد على أن المقاربتين العسكرية والاأمنية لا تكفيان لمكافحة ظاهرة الإرهاب وهو ما يستوجب إرساء ثقافة مضادة لثقافة الإرهاب تلتقى فيها الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدينية عبر إشاعة الخطاب الديني المعتدل.