محمد السياط
لا يختلف اثنان على أن كرة القدم السعودية منذ تطبيق نظام الاحتراف وهي للخلف سر، من سيئ إلى أسوأ، بعد أن كانت تتبوأ مكانة رفيعة المستوى على الصعيدين الإقليمي والقاري، أدى إلى ظهورها مشرفة على المستوى الدولي من خلال مشاركات عدة لمنتخباتنا الوطنية، وفي مختلف الدرجات، لكن هذا التوهج انطفأ، وتلك النجومية أفلت مع مرور الوقت، في الوقت الذي كان فيه من المفترض أن نتقدم نحو الأمام، أو على الأقل نظل في دائرة المنافسة والحضور المشرف.
أعلم أنني لن آتي بجديد حينما أقول إن نظام الاحتراف يعد السبب الأكبر والأبرز فيما آلت إليه الكرة السعودية؛ فقد تطرق الكثيرون لهذا الأمر، وأشاروا له مرارًا وتكرارًا، لكن المعنيين بهذا الأمر لم يحركوا ساكنًا تجاه ذلك، بل تجاهلوه تمامًا، وكأنه لا يعنيهم، وهذا أمر مستغرب للغاية؛ إذ كان حريًّا بهم إن كانوا ينشدون النهوض بكرة القدم السعودية التي يصرف عليها مئات الملايين دون نتائج مُرضية أن يتحركوا فعليًّا، ويعيدوا النظر في نظام الاحتراف الذي كان - ولا يزال - «نذير شؤم» على الكرة السعودية. فنحن لا نطالب بإلغاء نظام الاحتراف، ونعلم أن هذا الأمر صعب ومفروغ منه أيضًا، لكننا نطالب بإعادة النظر، وتصحيح بعض البنود الخاطئة فيه، وتطوير هذا النظام بما يتناسب معنا ومع واقعنا، وأن نستفيد من الفترة السابقة والسلبيات التي ظهرت أثناء تطبيقه؛ لذا بودي لو تقوم اللجنة الأولمبية السعودية بمسؤولياتها في هذا الجانب، خاصة أنها معنية به بشكل كبير، وذلك بأن توعز لاتحاد كرة القدم أن يقيم ملتقى أو ورشة عمل، يكون عنوانها الأبرز «كيف نطور وننهض بكرة القدم السعودية»، وأن يكون من بين محاور هذا الملتقى أو هذه الورشة إعادة النظر بنظام الاحتراف الذي يعيدنا كل عام للوراء أكثر فأكثر، وأن يتم استعراض إيجابياته وسلبياته بحيث يدعى عدد من الخبراء والمختصين للمشاركة والخروج بأفضل التوصيات. أما إن استمر الحال على ما هو عليه فإن القادم أدهى وأمرّ؛ إذ إننا لا نلمس أي بارقة أمل بأن تستعيد كرة القدم السعودية على مستوى المنتخبات بريقها وتوهجها؛ فالمؤشرات والمعطيات تؤكد ذلك دون جدال، ويلمس هذا الأمر كل متابع وكل محب ومخلص لرياضة هذا الوطن.
وهنا سأوجز بعض السلبيات التي تسبب فيها - من وجهة نظري - التطبيق الخاطئ لنظام الاحتراف السعودي في كرة القدم:
1 - غياب إنجازات كرة القدم السعودية على الصعيدين الإقليمي والقاري والحضور المشرف بالمحافل الدولية.
2 - أنديتنا غرقت بالديون.
3 - تعدد القضايا والشكاوى على أنديتنا لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وهذا الأمر - بالطبع - مسيء لنا.
4 - تدوير اللاعبين بين الأندية؛ ما تسبب في ندرة ظهور المواهب الكروية.
5 - إهمال الأندية للفئات السنية، وبخاصة الناشئون.
6 - فشل أنديتنا بالبطولات الخارجية، وبخاصة القارية منها.
7 - اللاعبون المحترفون أصبحوا لا يقدمون عطاءات تتوازى مع حجم ما يأخذون.
8 - المنتخب لم يعد هاجسًا لدى العديد من اللاعبين، والولاء للمنتخب ليس بدرجة كبيرة كما كان سابقًا.
9 - ابتعاد أعضاء الشرف، وغياب دور المكاتب التنفيذية لأعضاء الشرف بالأندية؛ وبالتالي غياب الدور المؤثر لهؤلاء الأعضاء وتلك المكاتب، وهذا ما جعل رؤساء الأندية يستفردون في كل شيء؛ ما أغرق معظم الأندية بالديون، وسبّب هذا العزوف أن غالبية أعضاء الشرف إن لم يكن جميعهم لم يعد باستطاعتهم مواكبة حجم المصروفات الهائل بالأندية والمساهمة في هذه المصروفات؛ فآثروا الابتعاد.
وقد يكون هناك سلبيات أخرى لم أتطرق لها، وبالتأكيد أنها لن تفوت على بعض المختصين والخبراء في هذا المجال. ولعل هذا الأمر يحظى بالاهتمام، وبصفة عاجلة، إن كنا ننشد بالفعل العودة كما كنا في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية؛ إذ ليس من المعقول ولا المقبول أن تصرف مئات الملايين ببذخ على كرة القدم في الأندية السعودية، وتكون النتائج والمحصلة النهائية للكرة السعودية مخجلة بل مخزية، لا تُرضي كل غيور على رياضة الوطن.
وختامًا.. أتساءل، وهو سؤال جدير بالطرح: لماذا تطورت جميع الدول التي طبقت نظام الاحتراف ما عدا نحن؛ إذ تراجعت كرة القدم السعودية، وابتعدت تمامًا عن المنافسة على صعيد المنتخبات؟!
على عجل
o ما سر المدربين الهولنديين مع منتخبنا؟ فالمدرب السابق ريكارد «لهف» 90 مليون ريال، وكانت النتائج مخيبة بل مخزية. والحالي يدرب عن بُعد، ويأخذ ملايين الريالات وهو جالس ببيته في أمستردام..!
o نعرف أن هناك تعليمًا عن بُعد، أما أن يكون هناك تدريب عن بُعد فهذا «اختراع» جديد، سُجلت براءته لاتحاد كرة القدم السعودي، الذي أتى بما لم يأتِ به الأوائل..!
o منع تقديم بعض الأسئلة الصحفية لمدرب المنتخب مارفيك رغم وجاهتها وواقعيتها دليل على أن هناك «حاجة غلط»، وأن الإجابة عنها لن تكون مقنعة، بل ربما تكشف حقائق مرة..!
o حينما سُئل رئيس اتحاد كرة القدم عن تسيب ثلاثة من لاعبي المنتخب، وما هي عقوبتهم، تهرب من الإجابة.. هذا التهرب من أسباب تسيب اللاعبين وعدم انضباطيتهم.
o إن صدقت الأخبار التي ذُكرت في اليومين الماضيين أن اتحاد كرة القدم بصدد اختيار دولة أوروبية لإقامة مباراة كأس السوبر القادمة فيها فإن هذا يؤكد أن اتحادنا لا يستفيد من أخطائه، ولا يتعلم منها..!
o يقال إن لجنة الصحة والسلوك ستستهدف دوري عبداللطيف جميل في الأسابيع المتبقية.. الله يستر على بعض اللاعبين..!!