محمد السياط
يرى البعض - وقد أوهموا الكثيرين ممن تأثروا برأيهم - أن السبب الرئيسي لهيمنة نادي الهلال على معظم بطولات كرة القدم يعود بالدرجة الأولى - وعلى حد زعمهم - إلى وقوف الإعلام - وبالتحديد المقروء منه - مع هذا النادي في وقت مضى حينما كانت الصحافة الورقية آنذاك هي الأكثر تأثيراً على المتلقي، حتى بات الهلال زعيماً للأندية السعودية قبل أن يكون زعيماً للقارة الكبرى. هذا الفكر أو هذا التوجه تبناه من حاولوا تغطية إخفاقاتهم وفشلهم لمجاراة الهلال في بطولاته وحضوره القوي. وقد وجد هذا التوجه آذاناً صاغية لدى الكثيرين من جماهير وإعلاميين، لدرجة أن بعض جماهير الأندية المنافسة كانت تهتف بالمدرجات: (نادي الصحافة يا هلال)، بل إن بعض الإعلاميين ذهب إلى أبعد من ذلك بأن قال عن بعض لاعبي الهلال (إن الإعلام صنعهم)، رغم تألقهم وإنجازاتهم الفردية وإنجازاتهم وتألقهم مع ناديهم. وقد كانت محاولات يائسة للتأثير على الهلال ولاعبيه، لكن ذلك كله لم يغيّر من الأمر شيئاً؛ فالهلال استمر بتحقيق الإنجازات واحدة تلو الأخرى، واستمر أيضاً في إنجاب مواهب كرة القدم التي قادته - وما زالت تقوده - لمنصات التتويج.
ولتأكيد أن هذا الفكر كان خاطئاً فقد كان المحسوب على نادي الهلال من الإعلام المقروء صحيفتَيْن فقط، بينما كان هناك العديد من الصحف والمجلات المناوئة للهلال، علاوة على أن البرنامج الرياضي الوحيد الذي كانت تبثه القناة السعودية آنذاك كان معدُّه ذا ميول للنادي المنافس، ورغم ذلك ظل البعض متوهمين أن الإعلام له التأثير الأكبر والسبب المباشر في حصد الهلال البطولات؛ فوضعوا نصب أعينهم السعي وراء السيطرة على الإعلام بجميع مفاصله، وذلك في أواخر التسعينيات الماضية ومع بداية الألفية الجديدة، وكان التركيز الأكبر على الإعلام الفضائي مع بداية الألفية الجديدة، بعد أن اتضح أنه الأكثر تأثيراً في السنوات الأخيرة، فكان لهم ما أرادوا؛ إذ بسطوا نفوذهم على القنوات الفضائية وبرامجها الرياضية، فلم يتركوا لا شاردة ولا واردة باستهداف نادي الهلال ولاعبيه في سبيل التأثير عليه، وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل أو استشهاد؛ فالكل يدرك تماماً ويعي هذا التوجُّه، وكيف كانوا - وما زالوا - يصنعون من (الحبة قبة) إن كان الأمر يتعلق بالهلال أو أحد لاعبيه، بينما يغضون الطرف إن كان الأمر يتعلق بأنديتهم أو حتى الأندية الأخرى، وقد بذلوا كل ما في وسعهم في سبيل ذلك حتى أصبح هذا الأمر شغلهم الشاغل في تأليب الرأي العام ولجان اتحاد كرة القدم ضد الهلال. ولو تفرغوا لدعم أنديتهم عبر برامجهم تلك لربما جنوا ثمار ذلك، لكنهم جنوا الخيبة والفشل في مسعاهم. وإن كان لهم من تأثير فهو محدود، ولم يثن الهلال عن مواصلة تحقيق المزيد من الانتصارات وبلوغ المجد؛ إذ لا يزال زعيماً لأندية الوطن، وزعيماً لأندية كبرى قارات العالم..!
مشكلة هؤلاء ومَن دفعهم لهذا التوجه الخاطئ بل السيئ أنهم لم يفهموا أو لم يستوعبوا جيداً ثقافة الهلاليين التي تبناها وأسسها ورسخها مؤسس الكيان الهلالي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، والتي كانت تقوم أولاً وقبل كل شيء على مبدأ حسن النوايا وحسن التعامل مع الآخرين، ثم العمل الجاد والوقفة الصادقة والألفة والمحبة بين منسوبي النادي بعيداً عن الانشقاقات والشللية التي تقسم النادي وتشتته؛ إذ كانوا - وما زالوا - على قلب رجل واحد.. لقد كنت قريباً من الشيخ عبدالرحمن منذ عام 1982م، وهو العام الذي التحقت فيه بعالم الصحافة، فلمست فيه الأب الروحي لجميع الهلاليين، وقد بث فيهم روح المحبة والألفة والأخوة الصادقة وحسن النوايا ومبادلة الإساءة بالإحسان.. ويكفي أن أؤكد أنه حينما أُسيء له بذلك التصريح الكاذب والمنسوب له من قِبل أحد الإعلاميين حينما زعم بإحدى الصحف أنه قال: (لو كان ابني نصراوياً لقتلته)، وقد رفضت تلك الصحيفة نشر نفيه لهذا التصريح، اكتفى بالقول: (حسبي الله ونعم الوكيل.. وعند الله تجتمع الخصوم). وقد أكد لي رؤساء هلاليون عدة أن هذه الثقافة الهلالية التي رسخها مؤسس النادي، وسار عليها الجميع، هي من أسباب توفيق الله - عز وجل - في نجاحات نادي الهلال.
أخيراً.. ليت أولئك الذين ما زالوا يكيدون للهلال عبر برامجهم الفضائية، ويستضيفون بعض (الناعقين)، يدركون أن الهلال لم ولن يتأثر بزوبعاتهم وخزعبلاتهم، وأنهم مهما سعوا لتزييف الحقائق فلن يصح إلا الصحيح، والهلال كان - وما زال - يحصد الإنجازات، ولم ولن تتأثر مسيرته، سواء أصبح الإعلام الأكثر تأثيراً معه أو ضده؛ والدليل أنه ما زال الطرف الثابت في المنافسات والبطولات، والبقية متحركون، ومنذ سنوات عدة، وحتى حينما يكون الهلال في أسوأ حالاته، وأن الإعلام مهما بلغ تأثيره لن يكون حائلاً دون تحقيق الانتصارات والإنجازات، وأن النوايا الطيبة ترزق صاحبها، وتسهل الكثير من الأمور، وتسهم بتجاوز الكثير من العقبات، والأهم من ذلك أن النقد له أصوله ومعاييره، أما المكر السيئ فلن يحيق إلا بأهله..!
على عـجـل
o قرار الأمير فيصل بن تركي الاستمرار في رئاسة نادي النصر وعدم التخلي عنه في ظل الظروف السيئة التي يعيشها النادي يحسب لسموه، ويستحق التقدير والامتنان من جميع النصراويين؛ فهذه شجاعة ووفاء منه لناديه.
o هل تعاقد نادي الهلال مع المهاجم البرازيلي ألميدا كي يسجل الأهداف أو لكي يصنع الفرص للآخرين كما يدعي دونيس..؟! أفيدونا عن ذلك..!!
o الذين انتقدوا اتحاد كرة القدم بل هاجموه من المنتمين له لماذا لم يقدموا استقالاتهم إن كانوا صادقين..؟!
o بعد الإخفاقات الكبيرة لمن يقال عنهم نجوم التحكيم توقعت أن تتراجع لجنة الحكام عن رغبتها بإسناد نهائي كأس ولي العهد لحكم محلي، لكنها لم تفعل، ومضت في عنادها، لكننا نأمل أن يأتي قرار اتحاد القدم مغايراً لرغبة اللجنة.
o بين اعتراض مدافع الفتح للكرة بيده داخل منطقة الجزاء أمام الهلال، واعتراض مدافع الفيصلي للكرة بيده أمام الاتحاد، تفاوتت قرارات الحكام، وتفاوت رأي الخبير التحكيمي محمد فودة..!!
o أبارك للزميل طلال آل الشيخ انتخابه نائباً لرئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، مع أمنياتي له بالتوفيق والنجاح الدائم.