سعد الدوسري
يوم الأحد الماضي، نشر الدكتور أحمد العيسى، مقالاً في جريدة الحياة، وكان بمثابة بوح ثقافي وفكري من جهة، وخارطة طريق من جهة أخرى. فبعد أن أشار إلى ما يرى أنه من المنجزات التي تحققت، سأل سؤالاً مهماً:
- ولكن هل تُرضي هذه الإنجازات طموح قيادتنا الرشيدة، وهل الواقع الراهن لنظامنا التعليمي يُرضي طموح أبناء شعبنا الوفي المتطلع إلى مستقبل أفضل لأبنائه وبناته؟!
وكانت إجابته:
- بالتأكيد فإن الإجابة هي النفي، فبلادنا تستحق تعليماً أفضل ومدارس أفضل.
وهذه نقطة مشتركة، نستطيع من خلالها، أن نبدأ الحوار مع الوزير. خصوصاً أنه ليس من ذلك النمط المفلس، الذي يعتقد اعتقاداً جازماً بأن ما يفعله هو الصواب، وما فعله ويفعله غيره هو الخطأ. هنا، تفقد قدرتك على الحوار، خصوصاً إذا كان يستخدم شعار «توجيهات الحكومة»، لكي يقطع عليك طريق النقاش أو الانتقاد.
الدكتور العيسى يعترف بكل شجاعة، بأن التعليم لا يزال دون مستوى الطموح، ودون مستوى الإمكانات التي وفرت له، ودون مستوى التحديات التي يواجهها الوطن على الصّعد كافة، ولا تزال مخرجات نظامنا التعليمي أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل.
لقد عبث العابثون بالتعليم، وأوصلوه إلى حالته الرثة. ولم تنفع كل الاجتهادات التي اجتهدها المخلصون في إنقاذه منهم. ولكي يتمكن الوزير من الوصول لهم، فلن يكفي أن يعترف بوجودهم، عليه أن يبدأ بنزع أظافرهم من جسد التعليم.