جاسر عبدالعزيز الجاسر
فتش عن المستفيد تصل إلى من أوجد الأداة، هذا بالضبط يوضح الجهات والقوى الإقليمية التي أوجدت تنظيم داعش الإرهابي الذي يعد الوريث الإرهابي لتنظيم القاعدة.
تنظيم القاعدة أظهرت العديد من الوثائق التي كشف عنها في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي بريطانيا أو في فرنسا أن هناك تعاوناً وتنسيقاً وتفاهم تنظيميا بين تنظيم القاعدة الإرهابي وملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية سواء في سوريا أو في العراق أو في لبنان، فكل المليشيات الإرهابية الطائفية في الدول الثلاث إضافة إلى الكيان الإرهابي الأهم «إيران» أكدت الوثائق والمعلومات التي كشفت عنها دولة عرفت بدقة معلوماتها الاستخبارية، وقد أكدت تلك المعلومات أن هناك تعاونا وثيقا وتنسيقا للأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، ويواصل تنظيم داعش الإرهابي إكمال المهام، بل وبتوسع أكبر وفق استراتيجية أخطر.
ماذا فعل تنظيم داعش، وماذا استفاد من أعمال نظام ملالي إيران، في البدء الجميع استغرب تقاعس رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي إبان سقوط محافظة نينوى، بل وحتى إصداره تعليماته لقادة القوات العراقية بالانسحاب من مواقعهم، ماذا كانت النتيجة احتلال محافظة نينوى وفتح الطريق للسيطرة على محافظات صلاح الدين وديالى وأجزاء من محافظة كركوك، حيث لا تزال بعض المدن كقضاء الحويجة يمثل مركز انطلاق لعناصر داعش الإرهابية.
بعد هذه العمليات الإرهابية، قدم تنظيم داعش خدمات مهمة وسرع في تنفيذ أجندة نظام ملالي إيران والمليشيات الطائفية التي لا تخفي سعيها إلى تحويل العراق إلى مناطق تابعة لإيران وخصوصا المحافظات العربية السنية التي ترفض الخضوع للأجندة الفارسية.
في البداية سيطرت الميلشيات الطائفية وبمساعدة من القوات الأمنية على قضاء سامراء، وجرت عمليات عزل مذهبي وعرقي، حيث تقلص وجود العرب السنة في سامراء وإن ظلت الأكثرية للعرب السنة في المناطق المحيطة بسامراء، ونذكر أن البداية كانت عملية تفجير المرقدين الشيعيين في سامراء البداية التي أعطت المبررت للمليشيات الطائفية للسيطرة على سامراء.
بعد احتلال تنظيم داعش للمواصل وصلاح الدين وديالى والتاجي ومدن مهمة في كركوك، استعانت الحكومة العراقية التي يسيطر عليها تيار طائفي لا يخفي تعامله مع نظام ملالي إيران، استعانت بالحشد الشعبي الذي تشكل بعد فتوى المرجع الشيعي على السيستاني، وتحول هذا التنظيم الطائفي إلى أداة لتنفيذ العزل المذهبي، فقام بتنفيذ العديد من عمليات العزل وخصوصا في مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين والمقدادية في محافظة ديالى، والمدن التي تشكل ما يسمى بجرف بغداد حيث أبعد أهلها من السنة العرب ليحل محلهم من استقدموا من الجنوب والوسط.
الآن يواجه هذا المصير المنتظر مدن عربية سنية في محافظة الأنبار حيث تتعرض مدينة الفلوجة، مدينة الصمود، والمدينة التي عارضت الاحتلال الأمريكي وهذه المدينة تتعرض لحصار مزدوج من إرهابيي داعش داخل المدينة وحصار خارج المدينة تقوم به قوات الحكومة وعناصر الحشد الشعبي التي تتهيأ لاجتياح المدينة وتكرار ما فعلته في مدينتي تكريت والمقدادية.
بهذا يكون تنظيم داعش قد قدم أكثر مما يطلبه الطائفيون، مع هذا يزعمون بأنهم يدافعون عن أهل السنة وهم الذين جلبوا الويل والدمار للمدن العربية السنة.