هيئة الأمر بالمعروف لها نظامها ">
محمد آل الشيخ مع كبر سنه يمارس التدليس على الناس في أمر الهيئة التي يبيت الليالي يحلم بفضها وحلها، ويزعم قيام إعلامي «فهد الدغيثر» بعمل استفتاء؟!
فمن يكون فهد الدغيثر الذي يعتبر استفتاءه حجة عند محمد آل الشيخ حتى يسود مقالاً كهذا، وهل هذه طريقة الاستفتاءات الصحيحة، ومن الذي خوله بهذا الاستفتاء،كما أن هذا الاستفتاء باطل وغير موضوعي لأن قواعد الاستفتاء ومراكزه لها نظام، كما أنه استفتاء أعرج لم تذكر فيه النسب. وهذه من فبركاتك المعهودة، وحق أن القبض والإيقاف إذا انضمت الهيئة إلى الداخلية سيكون أقوى، وهذا غير صحيح، وقد قلتُ في مناسبات عدة أن التيار الليبرالي يتفق مع التيار الداعشي المتطرف في ثلاثة أشياء:
1 - أنهما لا يؤمنان بالدولة بمعناها الحقيقي، وإنما الدولة على تفصيل معين.
2 - أي نظام أو قانون لا يعجبك تزعم أنه مخالف لحقوق الإنسان، والآخرون يزعمون مخالفته للشريعة على فهمهم المغلوط.
3 -الإقصاء والاستئصال للمخالف بشدة وعنف والفتك بمن عارضكم والواقع من حولنا يشهد بهذا.
وأما قولك عن الحركية، فالمفروض أنك أول من يسكت عن هذا اللفظ فليس هو من مصطلحاتك بل من مصطلحات الجامي، فالحركية إن كانت مدحاً فالشيخ محمد بن عبدالوهاب، هو أول الحركيين في العصر الحديث، وإن كانت غير ذلك فهو أبعد الناس عنها.
ثم إنك تتمسح بالشيخ ابن باز وتريد أمراً مفضوحاً هو أنك تريد فصل الشيخ ابن باز ومنهجه عن المشايخ الموجودين، مع أن أغلب الموجودين هم من تلاميذه إما مباشرة وإما من غير مباشرة، ولكنك تقول القول اليوم وتنساه غداً مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، وتذكرني بأبي رغال العرب، وأنت أبو رغال الصحافة السعودية.
أنكم لا تفهمون معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمثلاً الادعاء والتحقيق والشرطة ليست وظيفتها الوعظ والإرشاد بل القبض والإيقاف، وكذا القضاء وظيفته الحكم، والهيئة نظام قبض وإيقاف بالدرجة الأولى، الذي يخالف حقوق الإنسان عند بعض الصحفيين والكتاب فما بالك لو قيل لك: ما رأيك أن نجعل الشرطة للوعظ والإرشاد والقضاء للوعظ والإرشاد وتصبح حيص بيص.
كتبه أ. د. محمد بن يحيى النجيمي - الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا والخبير بمجمع الفقه الدولي بجدة