سعد الدوسري
حين يكون مَنْ في مواجهتك واضحاً، فسوف تتمكن من قراءته قراءةً موضوعية، ويحدث العكس إذا كان غامضاً. وغالباً ما يكون المسؤول الجديد مندفعاً لإيضاح برنامجه، ربما في الأيام أو الأسابيع الأولى لتعيينه، مما قد يوقعه في إشكالات مستقبلية مع المستفيدين من قطاعه، أو من المتابعين للشأن الذي يعمل فيه. وربما لا يكون له ذنب في وقوع هذه الإشكالات معه، كونها متجذرة في القطاع، لكن استعجاله في طرح رؤيته، هي ما ستجعله في النهاية في موقف المدان.
قطاع التعليم هو من أكثر القطاعات التي لا يمكن أن نصل فيها إلى نقاط تصالح بين المسؤولين وبين المستفيدين، وهم في هذه الحالة الطلبة وأولياء الأمور والمعلمون، وأذكر أن الدكتور محمد الرشيد، رحمه الله، وقف قبل 21 عاماً أمام المثقفين والإعلاميين، في ندوة بجامعة الملك سعود، مباشرةً بعد تعيينه وزيراً للمعارف، ليحدثهم ويتحدث معهم حول مستقبل التعليم كما ينوي أن يصنعه، وكان من بين الحضور الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم الحالي. وأذكر أنني كتبت سلسلة مقالات عنونتها «أحلام الوزير»، معتبراً ما طرحه مجرد سرد للأمنيات التي يتمناها ونتمناها جميعاً. وفعلاً، هذا ما جرى منذ ذلك اليوم إلى اليوم؛ إذ لم يشهد جوهر التعليم وجوهر بناء المعلم وجوهر صناعة البيئة المدرسية أية تغييرات حقيقية، بل إن بعضها ازداد سوءاً، وهذا ما سأطرحه في مداخلتي على مقال الوزير المنشور أول من أمس بجريدة الحياة.