د. خيرية السقاف
من الحسنات المعدودة لمواقع التواصل الاجتماعي، والتقنية الإلكترونية، أن هيَّأت لكثير من المبادرات الطموحة، والمواهب المتحفزة، والأفكار المستجدة لدى الشباب أن تتحقق باستخدامهم برامجها، وإعداداتها، وما تهيئه من فرص التوثيق، والانتشار، وتعينهم بما تمتلكه من أساليب العرض لاختصار الكثير من الدروب..
ولعلنا اليوم نجد منهم من يعمل في التسويق، والاستثمار، والتأليف، والتمثيل، والإخراج، بل في إنشاء منصات للقراءة، وتبادل الكتب، والعودة لقراءة التاريخ، وتيسير المعلومة، وترجمة الكتب، وتلخيصها، والوصول بكل ما تتيحه لأفكارهم من وسائل التنفيذ هذه التقنية المتطورة؛ ليكونوا في حراك مع مجتمعهم، يسهمون بمبادراتهم في صنع منتج جديد موسوم بهممهم، مقرون بحماسهم، معجون بتطلعهم..
وقد وقفنا على كثير من مبادراتهم الجميلة في مختلف تجاربهم، وكان آخرها ما يتعلق بالقراءة وبتكوين بيئة معرفة وثقافة، تساعد طلاب الكليات العلمية في الجامعة على أن يجدوا منفذًا لمواهبهم، وبابًا لتنوُّع خبراتهم، وسبيلاً لإفادتهم بتوسيع خبراتهم الثقافية والأدبية عن طريق القراءة، حين أنشأ طلاب الكليات الصحية على سبيل المثال منتدى رقميًّا، يتبادلون فيه الكتب، ويتعرفون فيه على مواهبهم الجانبية في أوقات فراغهم.
إن ما نقف عليه كل يوم، وما وقفنا عليه في ندوات معرض الكتاب من تجارب الشباب الثقافية، والفنية، والإبداعية بالاستفادة من مواقع التواصل من جهة، ومن برامج التدريب المتاحة من جهة أخرى، في ضوء تحمل المسؤولية الفردية ضمن الحرية المتاحة التي وفرتها لهم شبكة الاتصال، وبرامج التواصل، يدعونا للفرح.. ويؤكد أن أبناء هذا المجتمع سيكون لهم المستقبل العريض في مجالات المال، والأعمال، والأدب، والفن، والعلم، والمعرفة، طالما أنهم يبادرون بالأنفع الأجدى، ولا يترددون في التجربة، واقتحام مضامير المبادرات..
إنهم يكونون بصماتهم التي لن تغيب في مستقبل الإنجاز بإذن الله.
إنني لكثرتها وانتشارها لم أذكر أسماء بعينها، ولا مبادرات بوسمها وصفتها؛ كي لا أقع في فخ تجاوز ما يستحق منها.. غير أنني من هنا أبارك للوطن بمبادرات شبابه الواعي حيث يكونون، بكل ما يفكرون، وينجزون.