د. خيرية السقاف
تمشي في اتجاهك، ربما لأنك قد تعوّدت أنه يقودك للمكان الذي تريد..
لكن هناك من يعبث بالطريق فيحوّل مساره..
ليس لغير العبث بك،
ولا لغير إيقاعك في حيرة المتاه..
في حين أنت لا تصغي لثرثرة المتحدثين كثيراً..
فطاقة إصغائك لا تستوعب غوغاءهم..
ولا تعترف بفخاخهم..
ضجيج الاتجاهات اللولبية يدعوك للتأمل..
تبحث في قاع ذاكرتك عن مخرجٍ كنت قد حفظته في نسيج إلهامك..
تتساءل:
أتلك البقعة التي قصدتها في بدء مسارك لا تزال هي التي تريد..؟
حين تتخيل أنّ العابثين قد طالوها بمعاولهم..
فأينها من مكانها..؟!
تعزم أن تواصل المسير، فأنت لست ممن يتراجعون عن اتجاههم، وإن تعثّر
فستصل..
لكنك لا تتردد في اقتناص توجُّسك ، ولا تتمادى في هاجس فقدك..
فلعبة العابثين تبيت في وعيك بتفاصيلها..
يستميلون الريح لتكون مضرب مرماهم،
يستحوذون على الصوت ليكون مكمن خباياهم..
هم آفة لنسيج اليسر في مسراك
وكمين للبياض في نواياك..
وتسأل لماذا..؟
لماذا لا يتعافون..؟!
لا يكبرون..؟!
لا يبتسمون..؟!
لماذا لا يسقون شجر الطريق..؟!
لا يصادقون الزهر والشذى..؟!
إنك وأنت تسير في اتجاهك في وجودهم، تحمل مصباحك،
تقيم بينك وبين بوصلتك عقداً من الشُّعَـل..
ترفض أن يتعثّر بك طريقك،
فأنت تعرف اتجاهك لا محالة..!!