خالد عبد العزيز الحماد ">
الثرثرة وكثرة الكلام ليست من الحكمة وهي تفضح عقليتك وأنت بهذه الطريقة تقدم لآخرين قراءة مستمرة لشخصك ومدى إدراكك وفهمك وتصورك وأحياناً تحدث الناس بأشياء مفيدة ومواضيع وسوالف ليس فيها ضرر من الأخبار والمواقف الدارجة والمتناقلة لكن المستمعين لك وجلساءك هم لا يستمعون فقط لصميم حديثك وإنما يعطون تصوراً شاملاً عن عقليتك ومدى تصورك وشخصيتك فإذا أنت بثرثرتك تعرض تقريرك عن فهمك للناس والمواقف والحياة هم أيضاً يؤدون دورهم بتقييمك والاحتفاظ بالتقييم لأنفسهم لذلك ليس من العقل زيادة الكلام في المجالس إلا الكلام النافع والمفيد من طرح الفوائد والمعارف والعلوم حتى إبداء الرأي في موضوع أو طرح معين يخضع للتقييم من قبل مستمعيك وجلسائك فالناس آذاناً صاغية لكل كلمة تطرح فقل خيراً أو اصمت.. ولذلك من الأمور البديهية التي ينبغي أن يحتاط لها الإنسان حتى لا يوغل صدر صديقه أو جليسه أنه عندما يطرح جليسك مشاركة أو عمل قدمه وأنتجه وقام به ينبغي أن تكون ردة فعلك متوازنة ومتفائلة وإيجابية فقط سلط نظرك على الجانب الإيجابي فيها وتغافل أو اغفل السلبي منها..
أما إن كانت ردة فعلك سلبية تجاه المطروح مهما كان قصدك نقداً أو تقويماً أو غيره فأنت بهذه الطريقة تعطي صديقك وجلساءك تصوراً عن مدى نظرتك ورؤيتك وتصورك للمطروح وصاحبه وفي الأخير فربنا وهبنا نعمة كبيرة هي نعمة العقل ونحن مطالبون بتنميتها وتطويرها وكذلك مطالبون بأن نجعلها تسترنا وتعمل لصالحنا لا لفضحنا وكشف دواخلنا وإيذائنا وعلينا وضد صالحنا.