إبراهيم بن جلال فضلون ">
رغم الإخفاقات التي حالفت محاولات العرب تعزيز التعاون العسكري في ما بينهم لم يبخل التاريخ أبداً بنجاحات يُمكن الاهتداء بها مستقبلًا سواء خلال الحروب التي دارت رحاها بينهم وبين إسرائيل أو تحرير الكويت عام 1991، ثم تدخلهم بدرع الجزيرة بالبحرين عام 2011، وصولاً إلى التجربة الأكثر قوة في اليمن من خلال عملية «عاصفة الحزم»؛ لتتغير نظرة العالم ونظرياته تجاه سرعة التغير العربي التي أصبحت أكثر وضوحاً مما اعتاد عليه العالم، وبالأخص عندما تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، لتتغير الأمور إلى واقع ملموس ومرئي بتشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، ليعود مجدداً الوطن العربي الكبير بعدما ترك التبعية الغربية، التي أضعفت عروبتهم لتُؤرق أحلامهم «رعد الشمال» ككابوس يخرج ليُطاردهم في أرض الواقع، بعدما أعادت السعودية ومصر الثقة بين العرب أنفسهم ووضعهم على خارطة القوة العالمية برباط الوحدة العربي، منتهية بمناورات حفر الباطن شمال السعودية. باعثةً بسهم إلى بريد الأعداء مفادها «أننا العرب.. لسنا ضعفاء» وأن القوة العسكرية تبدو الخيار الأنسب والأقرب في الوقت الحالي، وإن لم يكن المرغوب، وأننا نمتلك أعلى درجات الجاهزية والكفاءة، بوعي وقراءة متبصرة للمستقبل لمواجهة أية تهديدات، ولعل امتلاك القوة الرادعة تعني توازنا إقليميا وتكاملا استند إلى توافق وانسجام على مستوى القادة والشعوب بضرورة التحرك الجماعي لصيانة المصالح العربية، ومنع أي قوى متربصة من قرص إرادتها والعبث بأمنها واستقرارها، وملء الفراغ الاستراتيجي الناجم عن تغير أولويات الولايات المتحدة الأميركية وتبدل رؤيتها للمنطقة بعد تدخل روسيا بالشرق الأوسط، وتزايد المؤشرات لإعادة هندسة المنطقة على النحو الذي يلبي مصالح دول تتربص بنا كإيران، مستخدمة قوتها المريضة أو عبر وكلاءها كحزب الله الغائب عن الساحة اللبنانية.
لقد مثّلت «عاصفة الحزم» سهما صائبا في نعش الصفويين وأذنابها لتتلوها لطمة «رعد الشمال» التي حققتها قوات التحالف العربي في بلد يمتلك سمعة عريقة في قلوبنا، بتأييد ودعم كبيرين من الرأي العام الخليجي والعربي والإسلامي، في تناغم بين أداء قوات القوة المشتركة ومنظومات المعلومات والاستخبارات الدقيقة، والقدرة الفائقة على استخدام أحدث الأسلحة والتقنيات، إذ صار واقعياً أمام الأعين التي لا تُبصر إلا مصالحها، أن للعروبة «قلب صلب» بأداء سياسي رفيع، حاصر الإرهاب وأرعد الصف الصفوي في المنطقة وأعاد بعيرها إلى حيث تكون.