د. خيرية السقاف
مثل مكعبات خشبية في يد طفل،
ما عليه إلا أن يسقط كل شكل في مفرغِ نظيرِه داخل الصندوق
أما تلك المكعبات خارجه فهي لا تزال رهينة تصرفه..!
وهي المكعبات الخشبية جامدة،
لا تملك حساً لتهرب منه وتحتمي ببراحها ضيقاً في الصندوق،
أو سعة في الأرض..!!
لكن الطفل يلهو فيدلق صندوقه ..، ويعود فيملؤه..!
يحرر التي أسقطها، و..
وتتكرر بين يديْ الطفل المحاولة وإنْ استعصت عليه بعضها دون الصندوق..!
ليس بمشيئتها، بل لأنّ الطفل لم يدرك مكانها المناسب النظير..!
لم يلحظ بما يكفي تطابق المكعب مع مكانه الصحيح من فراغات الأشكال..!
المرء مع الحياة كالطفل، والصندوق،
إنْ لم يكن ذكياً لمّاحاً سريع الملاحظة، فلسوف يبقى عاجزاً عن تخزين المعرفة،
وحصد مكعبات المكاسب، والخبرات في وقتها، ومكانها، وحجمها، ونوعها..!
لأنّ الصندوق ليس يماثل السجن واقعاً..،
كذلك البراح ليس على الدوام حرية، وانطلاقاً..!
في مواقف حاسمة يكون الصندوق مكمناً للحصاد،
للتذكُّر، للخبرة، للمعرفة، للمشاعر، للأفكار..!!
ويكون البراح في حالات مختلفة فراغاً،
تسطُّحاً، خواءً، تيهاً، وانفلاتاً..!!
إنّ من يشاء أن يكون طفلاً غراً لا يعوَّل عليه،
فليكن «خارج الصندوق»، أو «داخله» وفق ما يدرك، أو وفق ما يهمله من محكات الوعي فيه..
وإنّ من يريد أن يكون لمَّاحا حاصداً، وفاعلاً
فسوف يتأمل الأطفال وهم يلعبون، وسيتفكر في ألعابهم وما تقول..!!
حينها فقط سيعرف لعبة المكعبات، وقيمة ما خارج الصندوق منها بإيجابه، وسالبه،
وما داخله منها بكل أشكاله، وألوانه..!!
إنها هي هذه لعبة الإنسان وواقعه.