حميد بن عوض العنزي
** قد أختلف مع البعض ممن ينتقدون توطين المهن البسيطة، مثل صيانة الهواتف، ويرون أن السعودة يجب أن تبدأ بالوظائف القيادية. التوطين يجب أن يكون على كل المستويات، وليس لمستوى دون آخر، ويكون المحدد العام هو أن تكون المهنة أو الوظيفة لائقة، وذات دخل مادي جيد. وفي الأخير فإن الخيار هو للشاب نفسه؛ فليس هناك إجبار؛ ولهذا فمن المهم فتح كل المجالات، وتشجيع من يرغب من الشباب على الالتحاق بها.
** أكثر من 30 ألف شاب وشابة تقدموا في اليوم الأول من بدء القبول في برامج التدريب المتخصصة التي أُعدت للراغبين من الجنسين للاستفادة من الفرص التي سيوفرها قرار سعودة الاتصالات؛ وهذا دليل على أن هناك من لديه الرغبة حين تتاح الفرصة، وتتهيأ البيئة المناسبة له. وهؤلاء الشباب اختاروا بمحض إرادتهم الاستفادة من الفرصة، وقد يكون بعضهم يتمناها منذ زمن، لكن الاحتكار والتكتلات التي تعمل من خلالها بعض الجنسيات في هذا السوق لم تكن لتعطي السعودي أي فرصة.
** ومن المهم أن يتم إقرار توطين أي مجال مهما كان حجمه إذا كان يجد القبول من الشباب، وفق دراسة متكاملة، تأخذ جميع الأبعاد، سواء بيئة العمل وتهيئتها، أو علاقة التوطين بالسوق وتأثيراته، وتدعيم ذلك بما يعين على نجاح واستمرار المشاريع الصغيرة، وتشجيع الشباب على الانخراط في أعمال حرة، ودعمهم بكل ما يحفزهم ويحقق لهم النجاح.. فقد يبدأ الشاب في محل صغير، ثم يتوسع في نشاطه، ويخلق مزيدًا من الفرص الوظيفية في المستقبل لأبناء الوطن.
** وأتمنى أن تقدَّم كل المزايا للشباب في مثل هذه البرامج، على أن لا يكون من بين الحوافز تأشيرات لاستقدام عمالة. وما أعنيه هنا المجالات المهنية الصغيرة. فمتى ما تم الاستقدام عليها فغالبًا سيؤول المحل الصغير إلى العامل، وتتسع عباءة التستر، مثلما حصل عندما سُمح لمحال الخضار بعد سعودتها باستقدام عمالة تحميل وتنزيل، ومع الوقت سيطرت تلك العمالة على السوق، وأفشلت مشروع توطينها.