فوزية الجار الله
ليس ثمة كائنٌ متحضرٌ رجلاً أو امرأة في هذا الزمن لا يسلك في يومه ممارسات كثيرة تحقق في مجملها ذاته وتجعله في حال أفضل وهو لأجل تنفيذ ذلك لا بد له من تنقل هنا وهناك عبر وسيلة مريحة وحيث لا يوجد لدينا نقل عام فنحن في حاجة ماسة إلى استخدام السيارة.
نعاني نحن النساء كثيراً معاناة لا تهدأ حتى تبدأ مرة أخرى بسبب عدم القدرة على قيادة السيارة وعدم توفر السائق الخاص أحياناً لذا تصبح التنقلات هماً ثقيلاً، طافت بي هذه الأفكار وأنا أتأمل عقارب الساعة التي أوشكت على الاقتراب من الرابعة مساء، موعد حصة الرياضة. أخيراً توقفت السيارة في موقعها. كنت متأخرة قليلاً، حين تأملت، رأيت كافة السيدات والآنسات المتدربات قد استعددن بالرافعات الثقيلة، خرجت مسرعة للسؤال، علمت بأني أخطأت فهذه ليست حصة (البيلاتيس) إنها حصة أخرى تتضمن رفع الأثقال بشكل مكثف، متكرر، حسناً لا بأس، لا وقت لدي أضيعه، علي الانخراط في الحصة كيفما كانت، بدأنا العمل، بدأت بتمارين التسخين قليلاً بشكل منفرد ثم انخرطت معهن، الصالة هائلة الاتساع ذات سقف مرتفع، المدربة تتحدث عبر الميكرفون مما أحدث صوتاً عالياً صاخباً، قلت لنفسي في المرة القادمة لا بد لي من حل هذه المشكلة سأضع سماعات خاصة لحمايتها من هذا الصوت العالي، كنت أغالب ضحكة حيث تذكرت رياضة كمال الأجسام للرياضيين الأشاوس! المدربة تقول كلما كان الوزن أكبر كلما كانت فرصتك في الحصول على عضلات أقوى أكبر، لابأس خففي الوطء يا امرأة، فليس لديك نية للدخول في المصارعة أو الملاكمة عليك بالأخف، لكن بعد بضع حركات أعلى وأسفل، بدأنا برفع الأثقال 2-3 كيلو من الأوزان، من كل جانب، هذا يعني ستة من الكيلوات ثم إنها تثني ركبتها إلى الأمام قليلاً وتتوقف بمنتهى الصمود وهذا يمثل ضغطاً على الظهر وهل يملك الإنسان إلا ظهره الذي يلوذ به وينشد عونه واقفاً وجالساً وفي كافة تحركاته، انحناءاته وانعطافاته وانظر إلى كلمة ظهركم تبدو موحية! عدا أنها ذلك الجزء الهام الذي يمثل الدعامة والسند لقامة الإنسان، وقد وردت حوله الكثير من المعاني المتعددة في معاجم اللغة، منها: ظَهَرَ الشيء: بدا واتضح بعد خفاء، تبين وجوده. ظَهَرَ: عزّ وارتقى. ظهرت اللقالق شمالاً: هاجرت.
قرأ القصيدة عن ظهر قلب: قرأها حفظاً، غيباً.
قَلَبَ له ظَهْرَ المِجنْ: تغير عليه وعاداه.
توشك ساعة الرياضة على الانتهاء ولم أخرج بفائدة تذكر عدا هذه الأفكار التي وجدتها جديرة بالتأمل والكتابة.