صالح بن حمود القاران
هكذا وكما عهده الجميع من قادة وشعوب دول العالم مجتمعة، الملك العادل والسياسي المحنَّك الذي يدير زمام الأمور ورعاية العباد في بلد المحبة والسلام (المملكة العربية السعودية) وهو - حفظه الله - من سخَّر حياته ومقدرات بلاده حيال نصرة القضايا العربية والإسلامية، ولا تلومه لومة لائم في إعلاء كلمة الدين الخالدة ثم نصرة الحق وإغاثة الملهوف، وهو - أيده الله - الحريص دائماً على لَمِّ الشمل وتوحيد الصف والعمل على تحقيق ما تتطلع إليه الشعوب العربية والإسلامية وبناء علاقات متميزة مع الدول الصديقه في ظل ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - وفقه الله - من حكمة وحنكة سياسية ورؤى ثاقبة إلى جانب ما لهذا القائد العظيم - سدَّد الله خطاه ومسعاه - من مآثر عظيمة يسجلها له التاريخ بأسطر من ذهب، مما جعله يحظى باحترام وتقدير بالغين من قادة دول العالم عربية وإسلامية وصديقة ومنظمات تسعى للسلم والسلام.. فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو الأخ الحميم لكل عربي ومسلم، وسيبقى كذلك - إن شاء الله - وهو من يقف إلى جانبهم متى ما طلب منه ذلك، ولن يتأخر لحظة حيال نصرة قضاياهم في كثير من المحافل الإقليمية والدولية.. لكن هناك شيئاً مهماً لابد أن يعيه ويحذره كل من يحاولون النيل من عروبتنا وإسلامنا، وهذا ما حدث على أرض الواقع عندما غضب الملك الحليم والحكيم سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من أجل نصرة الحق والشرعية وإغاثة الملهوف في بلد عربي وجار، عندما أطلق - حفظه الله - (عاصفة الحزم) التي تمثل مشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول عربية وإسلامية والتي لاقت تأييداً من الجميع.. هذه العاصفة القاصفة والتي عصفت بالحوثيين ودمرت أوكارهم الخبيثة التي جندها الإيرانيون بأفكارهم وعقلياتهم المتخلفة، فقد جاءت عاصفة الحزم استجابة للنداء الذي وجَّهه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - نصره الله - في وقت كانت بلاده وشيكة على السقوط بأيدي الانقلابيين من الحوثيين والمخلوع علي صالح وحزبه المتمرد في ظل ما يتلقيانه من دعم كامل في المال والسلاح والعتاد من إيران ومن يطبل لهم من حزب الشيطان المهيمن على الجنوب اللبناني بدعم وحماية من دولة الفرس والنظام الأسدي في سوريا والمالكي في العراق، فهؤلاء جميعهم يجدون ادعم اللامحدود من مرجعيتهم الإيرانية التي كم حاولت وتحاول من النيل من سيادة البلاد وزعزعة أمنها.. ففي ظل هذه المحاولات العدائية التي يضمرها لنا هؤلاء الأعداء حري بنا نحن أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن نكون يقظين تماماً لمواجهة هذا العدو المتربص الذي يسعى جاهداً للنيل من أمننا والأرض التي نفترشها. وأملنا بالله أولاً ثم بحكمة وحنكة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية والإسلامية وفي مقدمتهم قائد الأمة العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهم الله جميعاً. ومن هنا جاء القرار الحكيم والرأي الرشيد من خادم الحرمين الشريفين عندما دعا - أيده الله - إلى التحالف الإسلامي والذي لاقى تأييداً وتجاوباً من قادة الدول العربية والإسلامية في المشاركة تحت مسمى «رعد الشمال»، الذي أنهى تدريباته ومناوراته في محافظة حفر الباطن، والتي شارك فيه عشرون دولة عربية وإسلامية .. فهذا التحالف المبارك من قادة دول العالم الإسلامية جاء لنصرة الدين ثم العروبة والإسلام في ظل التحديات التي تواجه دولنا العربية والإسلامية .. ولعلنا هنا نشير إلى ما يجري على أرض اليمن والعراق وسوريا التي تعيش حالة من الدمار وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وتشريد الآلاف من الشعب السوري الشقيق من قبل نظامه الظالم الذي يقوده بشار الأسد بمساندة عسكرية وبشرية من روسيا وإيران وحزب الشيطان في لبنان. ويرى المحللون والمراقبون أن هذا التحالف وبهذا الحجم الكبير من القوات الجوية والبرية والبحرية والرجال قد أدى الهدف المنشود والذي أعاد إلى الدول العربية والإسلامية هيبتها ورفعتها مما أذعن أعداء الدين وكل من له نوايا تمس أمن عروبتنا وإسلامنا وفي مقدمتهم دولة الفرس وداعش اللذين عاثا في الأرض فساداً ودماراً.. فالإيرانيون هم الأعداء ولا أعداء غيرهم، وقد اتضح ذلك جلياً من تهديداتهم المتكررة على دول مجلس التعاون والمملكة على وجه الخصوص، ويسعون إلى التمدد الفارسي ليشمل أقطار العالم العربي والإسلامي. ونحمد الله على فشل وكشف مخططاتهم في الوقت المناسب .. فلك يا خادم الحرمين الشريفين من كل عربي ومسلم أسمى آيات الشكر والامتنان على قراركم الصائب والحكيم الذي أردتموه وابتغيتموه حيال إعلاء كلمة الدين ثم نصرة الحق والشرعية في أ ي بلد عربي ومسلم، مستمدين العون والتوفيق من الباري جل وعل. فدمت للحرمين خادماً وللوطن قائداً وللشعب راعياً أميناً ولأمة العرب والإسلام ناصراً ومعيناً، أنت سلمان بن عبدالعزيز الذي أسأل الباري - عز وجل - أن يمد في عمركم وأن يسبغ على مقامكم الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء والعطاء في عهدكم المبارك، وأن يكتب كل ما قدمتموه - حفظكم الله - من جهود مباركة ومساعٍ حميدة وأعمال إنسانية في موازين حسناتكم، وأن يحفظ عضديك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويجنبها كل مكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.