عبدالعزيز بن سعود المتعب
قبل أيام في أحد الصالونات الأدبية، وبحضور نخبة من المثقفين والشعراء، دار حديث حول أكثر من موضوع، منها انحصار الكثيرين على أنفسهم في الآونة الأخيرة، وغياب بعض العادات الكريمة عن البعض، مقارنة بما كان عليه آباؤهم وأجدادهم مثل (الكرم) والتواصل مع الناس.. وأوضح البعض أن مثل هذا السلوك دخيل وغير قابل للتبريرات الواهية، فالجميع لديه ارتباطاته العملية والشخصية التي تتسيّد ساعات ودقائق يومه، إلا أن ثوابت مكارم الأخلاق يجب أن يكون لها حدودها التي لا تُمس، واستشهد أحد الحضور ببيتين (شهيرين) بأريحية ليس لها صلة بتفسير النوايا.. بقوله:
إذَا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بِها
وَبادِرْ بِها مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَفَلَّتِ
فَلا الجُودُ يُفْنِيْها إِذا هي أَقْبَلَتْ
ولا البُخْلُ يُبْقِيها إِذا هِي وَلَّتِ
وقال أحد الحضور من الشعراء المعروفين (الطبع يغلب التطبّع) فمن كانت نشأته على الكرم، سيستمر على هذه الخصلة كما نشأه والده، أما من كانت نشأته على خلاف ذلك، فـ(إنك لن تجني من الشوك العنب)، وأضاف: هناك فرق بين ما هو كائن وما يجب أن يكون!، وطلب من الحضور أن يكونوا أكثر واقعية -حسب وجهة نظره-، مبيناً أن الكرم عبر التاريخ خلّد مواقف شخصيات كثيرة مثل حاتم الطائي، والشيخ ابن مهيد (مصوّت بالعشاء) وغيرهم، و”مدارات شعبية” إذ تنقل جزءاً مما يدور في الصالونات الأدبية فهي تشارك متابعيها كل التفاصيل التي ترى أن في فحوى موضوعيتها ما يتيح النقاش فيها للجميع، مع ملاحظة أن بعض الموضوعات يحتم تكرار طرحها، الإشارة إلى أهميتها مجدداً.
وقفة:
للإمام تركي بن عبدالله آل سعود:
ومن غَاص غِبَّات البحر جَاب دُرَّا
ويحمد مصابيح السرا كل ساري
والعمر ما يزداد مثقال ذَرَّا
عُمر الفتى والرزق في كف باري