الحكومة اليمنية والمجتمع المدني يُعريان الميليشيا ويضعان العالم أمام ممارسات وجرائم الانقلابيين ">
الجزيرة - بشير عبدالله:
في مسعى منها إلى تعرية الانقلابيين في اليمن وكشف جرائمهم الممنهجة التى يرتكبونها كل يوم بحق اليمن واليمنيين كثفت الحكومة اليمنية وبمساندة المجتمع المدني خلال الفترة الماضية نشاطها في أكثر من صعيد سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا لفضح جرائم ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي. الحضور الكبير والمشاركة الفاعلة للحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني في الدورة الـ 31 لمجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة, التي بدأت في 29 فبراير المنصرم وتتواصل حتى 19 من شهر مارس الجاري بالعاصمة السويسرية جنيف يأتي في هذا الإطار. جرائم الانقلابيين في اليمن منذ الأول من ديسمبر 2014 وحتى نهاية ديسمبر الماضي في 17 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة رصدها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ونشرها في تقرير حديث أصدره مؤخراً كشف فيه عن إجمالي انتهاكات مليشيا الحوثي وصالح وفق ما تم رصده وتوثيقه والتي بلغت 66277 حالة. فيما كشف التقرير عن قتل الميليشيا 8202 مدنيا بينهم 508 طفلا و470 امرأة, وإصابة 19882 مدنيا بينهم 2296 طفلا و1927 نساء, فيما احتجزوا تعسفا 8458 شخصا منهم 4649 سياسيا 191 إعلاميا إضافة إلى 2028 ناشطا و 1421 آخرون منهم 159طفلا و10 نساء. وبلغت حالات التعذيب 1077 حلة وحالات الاختفاء القسري 2706 حالة, فيما بلغت حالات الاعتداء على الممتلكات العامة 2780 حالة طالت النسبة الأكبر منها المرافق التعليمية حيث بلغت 834 مرفقا تليها دور العبادة التي وصلت إلى 598 دارا ومسجدا ثم 574 مقرا حكوميا و 435 مرفقا خدميا و279 مرفقا صحيا و60 موقعا أثريا. وبلغت الاعتداءات على الإعلام والحريات 257 حالة منها 98 حالة قمع احتجاجات وحجب 86 موقعا إلكترونيا وإغلاق 38 صحيفة و13 منظمة مجتمع مدني وحظر 9 قنوات وإغلاق 8 إذاعات, فيما طالت تلك الانتهاكات الاعتداء على الممتلكات الخاصة والتي بلغت 22915 بينها 20311 منزلا و1500 محل تجاري 406 مقرا خاصا و351 مزرعة و186 وسيلة نقل و73 مصنعا. المجتمع المدني قام بدور جبار في رصد وتوثيق جرائم الانقلابيين وبذل جهد في فضح هذه الممارسات أما الرأي العام العالمي من خلال العديد من الفعاليات الدولية آخرها ندوة في مجلس حقوق الإنسان شارك فيها عدد كبير من المنظمات الحقوقية من مختلف دول العالم وممثلي وسائل الإعلام العالمية تم خلالها تديم عدد من أوراق العمل واستعراض نتائج التقارير والدراسات الميدانية والصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية التي تُعري الانقلابيين وتفضح جرائمهم المرتكبة في اليمن، هذا الجهد لم يكن بعيداً عن الجهد الرسمي وقد أتى مكملا له ويمكن القول إن جهوده والحكومة والمجتمع المدني يمضيان في مسارين متوازنين ويكمل أحدهما الآخر.
على المستوى الرسمي كشف مندوب اليمن الدائم في المقر الأوربي للأمم المتحدة بجنيف على مجور عن حجم المأساة والكارثة التي تعيشها اليمن جراء الانقلاب الذي قامت به ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح والتى شملت تدمير كل ما يمكن تخيله من بنى أساسية ومؤسسات واستيلاء على البنوك والمال العام ومصادرة للحريات وانتهاك لكل القيم الإنسانية وتمزيق النسيج الاجتماعي وتعزيز خطاب الكراهية والعنصرية وتشجيع الإرهاب ودعم التطرف.. مؤكداً أن أكبر جريمة ارتكبت بحق الشعب اليمني من قبل هذه القوى الانقلابية ليس تدمير المدن والمنشآت بل تدمير البشر ونشر ثقافة الكراهية وتمزيق المجتمع ونشر خطاب التطرف، وتجنيد الأطفال و حصار المدن بحقول الألغام والجرائم اليومية المرتكبة ضد الإنسانية بشكل لم يسبق له مثيل، واختطاف المئات من الناشطين السياسيين والشباب وإغلاق كل الوسائل الإعلامية المستقلة والمواقع الإلكترونية التي تعارض الانقلاب. فيما تطرق المندوب الدائم لليمن بجامعة الدول العربية السفير محمد الهيصمي خلال أعمال الدورة الوزارية الـ 45 لمجلس وزراء الصحة العرب إلى الأوضاع الإنسانية المتردية التي يعانيها الشعب اليمني جراء الأحداث الدموية الراهنة التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية، والتي أفقدت أكثر من ثلاثة أرباع السكان المدنيين أبسط أشكال المساعدة الإنسانية خاصة في مجالي الغذاء والدواء. مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن أسهمت في تفشي الكثير من الأمراض المختلفة والمعدية جراء ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح من أعمال عدائية ضد أبناء الشعب اليمني. إلى ذلك قال السفير خالد اليماني مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة الإحاطة لمجلس الأمن الدولية التى عقدت مؤخراً إن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية تستخدم سياسة التجويع والحصار لقتل الشعب اليمني، وتستهدف بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية كل المناطق السكانية في محافظة تعز، مع استمرار حصار المدينة، واستهداف المستشفيات والمؤسسات الطبية، ومنعت من دخول أبسط المواد الإغاثة مثل الأوكسجين، والغذاء والمياه، فيما لا تزال تنهب قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى صنعاء، وعمران، وحجة وصعدة، وتقوم باستغلالها وبيعها في السوق السوداء، في مسعى منها لإطالة أمد المعاناة الإنسانية في اليمن.
في الوقت ذاته شهدت الدبلوماسية اليمنية نشاط غير مسبوق من خلال تحركات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي الذي لا يمر يوم إلا ونتابع له نشاط هنا أو هناك، ولعل آخر نجاحاته استمالة الدب الروسي وتغيير موقفه إزاء اليمن بإعلانه صراحة دعم الشرعية وتطبيق القرار 2216 وعدم التعاون مع الانقلابيين. أضف إلى ذلك ما يقوم به كل من وزيرى حقوق الإنسان والإعلام في الحكومة اليمنية من كشف ممارسات وجرائم الانقلابيين أمام الرأي العام العالمي من خلال التقارير الرسمية وأحاديثهما المتواصلة لوسائل الإعلام العربية والدولية التي تُعري الانقلابيين وتكشف حجم جرائمهم المرتكبة في اليمن. الناشط مطهر حسين قال «ما تقوم به الحكومة اليمنية من تعرية الميليشيا الانقلابية وكشف جرائم وانتهاكات الانقلابيين هو ما كان ينبغى القيام به منذ اللحظة الأولى للانقلاب لا سيما وجرائم الميليشيا تمارس منذ اللحظة الأولى لدخولهم صنعاء وما تزال مستمرة حتى اليوم.
بدورها تقول سعاد محمد «الأرقام التي أعلنتها منظمات المجتمع المدني حول جرائم وانتهاكات الانقلابيين في اليمن أتت لتؤكد مصداقية الحكومة اليمنية التي تسعى بجهد مشكور لتعرية الانقلابيين وفضح جرائمهم أمام العالم.