موضي الزهراني
شدّد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في كلمته التي ألقاها في ورشة (دراسة تطوير آلية تعليق الدراسة)، على أن موضوع تعليق الدراسة في المملكة بسبب تغَير الأجواء المناخية، يخضع لأعلى درجات الاحتراز التي تصدر من الجهات المسؤولة عن ذلك، حرصاً من الوزارة على سلامة الطلاب والطالبات. وأكدَ على اهتمام الوزارة بسلامة الطلاب في كل الظروف التي تتعرض لها الأجواء في المملكة، داعياً إلى عمل منهجي للسلامة من أجل إيجاد بيئة مناسبة دون إفراط وتفريط يؤدي للوصول لآليات تخدم موضوع تعليق الدراسة والسلامة في جميع مدارس المملكة! وإضافة لما تم تناوله في هذه الورشة من مسئولي الوزارة عن المشكلات التي تواجه إدارات التعليم أثناء التغيرات الجوية، فإنه للأسف الشديد هناك خطورة على مستقبل التعليم ومخرجاته بسبب ثقافة التعليق الذاتي التي انتشرت في المدارس بغض النظر عن الظروف الجوية، وساهمت في التغيب التلقائي ما قبل الإجازات النصفية وما بعدها مما يقارب الشهر بدون أي احتياطات وقائية من إدارات التعليم تجاه ذلك ! فمثلاً كثيراً ما خيبت توقعاتنا الأرصاد الجوية خلال السنوات الماضية وتسبب ذلك في كوارث كمثل (كارثة سيول جدة)، وكثيراً ما كانت التوقعات الجوية مخالفة لما يُكتب في النشرات الجوية ! وتسبب ذلك في ازدياد إعلان تعليق الدراسة حسب التغيرات الجوية صيفاً أو شتاءً، وازدادت نسبة التغيب عن المدارس طوال العام مع تزايد الإجازات الفصلية التي أربكت الكثير من الأُسر التي تعاني في ضبط الساعة البيولوجية لأبنائها وخاصة ما تحت مرحلة الثانوي! والمؤلم أننا لا نستطيع لوم الطلاب والطالبات في عشقهم للإجازات والتعليق وانخفاض نسبة الدافعية للتعلم لديهم، لأنّ البيئة المدرسية تفتقر لأبسط قواعد الأمن والسلامة، والبيئة الجاذبة لهم علمياً! ولا فرق غالباً في الخدمات الضرورية (مثل الوجبة اليومية، والمياه الصحية، ومظلات الساحات الداخلية، والمعامل، والملاعب)، والأهم احتياطات الأمن والسلامة ما بين المدارس الحكومية والمدارس الأهلية، والتي تتسابق في رفع رسومها سنوياً في غفلة عين الرقيب الوزاري عنها! فما هو المتوقع بكل أسف لمخرجات وزارة تغفل عن أهمية تحقيق بيئة مدرسية آمنة وجاذبة لطلابها؟ وتغفل عن تحقيق بيئة تدفع للابتكار والإبداع في أغلب محاضنها التعليمية من خلال تحقيق أبسط قواعد الأمن والسلامة والتشويق العلمي! فهذا مطلب وحق من أبسطقوقهم ينتظر منهم الوطن مستقبلاً عقولاً مُبدعة ومُفكرة، وليست أجساداً تحضر للعمل من أجل مرتبها نهاية كل شهر ! فانتشار التعليق الذاتي من الطلاب ظاهرة سلبية، تحتاج لتحرك عاجل من قائد هذه الوزارة الهامة بمخرجاتها على مستقبل التعليم والوطن!