موضي الزهراني
في ندوة الأمن والإعلام التي أقامتها كلية نايف للأمن الوطني مشكورة يوم الثلاثاء الماضي تم تناول مواضيع هامة تمس أمننا الوطني من خلال وسائل الإعلام المختلفة، لكن من أهم المشاركات التي حضرتها «كلمة معالي مدير عام المباحث العامة» التي ألقاها ارتجالاً لكنها لامست الوتر الحساس للوضع الحالي لمستوى إعلامنا المحلي وما يحدث فيه من مناوشات واتهامات في المذاهب، والسعي للتشهير بالآخر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق وصفاً دقيقاً لما يحدث بكلمتين وهي «فوضى إعلامية» هذه الفوضى التي أساءت للصالح العام ولمكانة إعلامنا حتى أمام الدول الأخرى، تحتاج لوقفة أمنية بالدرجة وذلك للحد من المهاترات التي أصبحت الشغل الشاغل لدى فئة الشباب الذين هم ثروة الوطن، وأصبحت تؤثر على عقولهم وانتماءاتهم الفكرية، وارتباطاتهم الاجتماعية والسلوكية أيضاً! ولا ننكر أن إعلامنا بقنواته المختلفة له دوركبير فيما نشاهده حالياً من ضعف في التدخل والضبط إعلامياً وخاصة مع طفرة مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت متنفساً مرضياً للأغلبية ممن لا يحترمون الآخر، ولا يفكرون إلا في التنفيس الوقتي عن شحنات عدوانية تثيرهم ضد من يخالفهم في الرأي والمبدأ! فأغلب القنوات الإعلامية الرسمية سابقاً كانت مُغيبة عن القضايا الاجتماعية والفكرية الحساسة التي تهم شرائح مختلفة من المجتمع، ومع تطور الاتصال والتواصل الإعلامي كان لمواقع التواصل الالكترونية حضور قوي ومتداول بين العامة، وبين المختصين وغيرهم فأصبحت الساحة مكشوفة للجميع بدون أي اعتبارات أخلاقية أو قانونية أو حقوقية، حتى فعلاً انتشرت هذه الفوضى الإعلامية! وبالرغم من صدور نظام النشر الالكتروني، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، إلا أن الفوضى مازالت مستمرة وقائمة على الإساءة للآخر بسهولة، والتصيد لأخطاء الغير، والعمل على نشرها بدون اعتبار لعقوبات النشر! والأسوأ من ذلك الانجراف خلف المُغردين المُسيئين للأمن الوطني الذي يُهمنا جميعاً لأن رسالته هو حمايتنا، فإذا لم نقف جميعاً للرفع من شأنه وتعظيم مهامه الوطنية، فإننا بلا شك سندفع ثمن ذلك! ولن يتحقق ذلك إلا إذا نجح إعلامنا في الانتشار بكل ثقة وقوة تتمكن من تجاهات الشباب الذين هم عماد الوطن، وتوجيه الرأي العام لمصلحة الوطن وخاصة تجاه «القطاع الأمني» الذي لا يُقارن بأدواره العظيمة، لأنه مظلة لجميع القطاعات، ولجميع فئات المجتمع التي لتنام قريرة العين وفي سبات عميق، وتلك الفوضى الإعلامية مازالت مستمرة في الإساءة لأمن الوطن، وتسعى للتحريض على تفكيك الوحدة الوطنية!