سامى اليوسف
لو كان الأمر بيدي لطلبت من بعثة فريق لوكوموتيف الأوزبكي أن يرتدي لاعبوها طقم نادي الهلال قبل أن يدخلوا مباراتهم الثانية أمام مضيفهم اتحاد جدة كي تدب الحماسة في نفوس لاعبي العميد، ويرصد شرفيوه سيارة «بورش» لمن يهز شباك خصمهم الأوزبكي بهدف الفوز!
فالفريق الذي شاهدته مساء أول من أمس في ملعب «الجوهرة المشعة» لا يمت للاتحاد بصلة، ولولا «إنبراشة» ياسين حمزة، والقمصان المقلمة المعروفة، لقلت إن الفريق الذي أشاهده هو رديف العميد. أين الانضباطية، وتلك الروح، والحماسة التي شاهدتها أمام الهلال في ملعب «الدرة»؟! .. أين خطورة ريفاس، وتركيز الغامدي والبقية؟
لا أتوقع أن يؤثر غياب فهد المولد على أداء فريقه إلى درجة أن يجعله باهتاً في صورته الفنية، أو فاقدًا لتركيز لاعبيه حتى في حضرة سان مارتين.
فرّط لاعبو الاتحاد في فوز كان في متناولهم على فريق يقل عنهم من الناحية الفنية، ويفوقهم بالإنضباطية. إلاَّ أن الملاحظة التي تستوجب الوقوف عندها هي تكرار المشهد الانفعالي للاعبي الاتحاد بذات السيناريو الذي كانت عليه مواجهة طشقند بعد إحراز المضيف لهدف التعادل حيث انفلات الأعصاب، والدخول في مناوشات كلامية، واشتباك مع الخصم يعرض اللاعبين للإنذار، أو الطرد في توقيت حرج من المباراة. وفي رأيي أن هذا الأمر يعود إلى سببين، الأول: ضعف الدور الإداري في التهيئة النفسية للمباراة وتوقع احتمالات «سيناريوهات» مسارها، والثاني: غياب القائد الحقيقي في وسط الميدان الذي يوجه، ويضبط زملاءه داخل الملعب.
عادت الروح فعاد النصر
في المقابل، فإن النصر عاد من طشقند بفوز ثمين استنهض بواسطته حظوظه على المنافسة في مجموعته بعد بداية متعثرة.
نجح كانيدا في قراءة خصمه، واستعان بالتشكيل والطريقة المناسبتين، وتدخل خلال المباراة بإجراء تغييرات ناجحة، ولم يكن هذا كله ليساعده لولا توفر أمرين. الأول: انضباطية لاعبيه والتزامهم ولياقتهم العالية، والثاني: تألق الحارس عبدالله العنزي الذي استبسل في الذود عن مرماه على عكس مباراة الذهاب بالرياض، وتحمل القائد حسين عبدالغني لمسؤولياته التي أطرت ردود أفعال زملائه اللاعبين خاصة في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني بإطار من المسؤولية للتركيز على تنفيذ مهمة العودة بنقاط المباراة وعدم التفاعل مع استفزازات الخصم أو قرارات التحكيم العكسية.
وهنا يبرز الفارق بين حالتيّ الاتحاد والنصر «مدرب وقائد»، الأول يرسم الطريق، والثاني يقود زملاءه للتنفيذ