خالد بن حمد المالك
يمر حسن نصر الله - على ما يبدو - بمرحلة من عدم التوازن، فها هو يهذي بما لا يعرف، ويكذب بما لا يصدق إلا نفسه، محاكياً جحا على ما يروى عنه، وقد بلغ به الكذب حداً جعل منه أكبر كذاب نزق، فعباراته السوقية التي يستخدمها في شتائمه قد جعلت منه أضحوكة ومجال تندر لمن يستمع إليه.
***
إنه شخص لا يستحي، ولا يدرك أنه بلا مصداقية في ما يقوله، ويبدو أنه مغيب عن الحقيقة، وعن معرفة أدب الحوار والأسلوب الصحيح للمناقشة، أي أنه هَجَّاءٌ بأسلوب كريه وعبارات نتنة، ويقول الفاحش من الكلام بلا حياء، ويكذب ويكذب حتى يصدق نفسه.
***
ومن استمع إلى بذاءاته في خطابه الأخير، وهو ككل خطاباته السابقة يجد أنه قد فصله كما فصل سابقاته على قياسه شخصياً، من الروايات البعيدة عن الواقع إلى المعلومات غير الصحيحة. يدرك/ ويدرك المرء أننا أمام شخصٍ مشوه ومريض، لا يعي ما يقوله، ولا يدرك أنه بلا عقل ووعي سالمين طالما أنه يتحدث بهذا التفكير واللغة غير السوية.
***
وقد هالنا هذا المستوى المنحط في خطابات حسن نصر الله، وهو ما لم يُسبق إليه، ولم يجاريه فيه أحد من قبل، ولم ينزل مجنوناً إلى هذا المستوى، دون أن يجد رشيداً يروضه، أو عاقلاً يعيد إليه وعيه، أو قريباً منه يعلمه خطورة ما يتحدث به وعنه، إلا أن يكون في حالة نفسية يستعصي معها وجود حلٍ لهذه المرحلة النفسية التي يمر بها حسن نصر الله.
***
الاختلاف في وجهات النظر شيء، والتعبير عنه بهذه اللغة كما يتحدث نصر الله شيء آخر، ومثل ذلك وجود تحالف بينه وبين إيران شيء, وتآمر مع إيران على العرب شعوباً ودولاً شيء آخر، فالأخيرة خيانات عظمى، وتوجهات لا يمكن القبول بها، وعلينا أن نواجهه بقدر ما يؤمن للعرب أمنهم ووحدتهم واستقلالهم ودفع شر إيران وعميلها حزب الشيطان عنهم.
***
السؤال إذاً: ماذا بقي لدى نصر الله كي يغطي به عمالته مع إيران، وتآمره مع إيران على العرب، بعد كل هذه الفضائح والأكاذيب وبيع نفسه وحزبه لإيران، وماذا يتوقع منه بعد أن كشف عن نفسه الغطاء، ولم يعد لديه ما يستر به أكاذيبه ومغالطاته، إثر ما تفوه به من قبح الكلام في خطابه الأخير، الذي لم نعرف هل قال ما قاله عن وعي؟ أم أنه كان وهو في حالة من الغياب التام؟.
***
ترى هل هو بالفعل كان بلا عقل، وانه لحظتها كان يمر بحالة من الهستيريا التي جعلته يظهر هكذا، وعلى نحو مزرٍ رأى فيه من استمع إليه وأمعن النظر في شخصه أن هزيمته في اليمن ومعه إيران قد ولدت لديه هذا الشعور، فلم يجد غير الأكاذيب والشتائم لتعويض ما حل به من هزائم ومن مستقبل غامض ومظلم لدوره التآمري وعمالته لإيران.