خالد بن حمد المالك
بين أن نكون أو لا نكون، أن نُهاب أو نَهاب، بين أن نستقوي على أعدائنا ولا يستقوي علينا أحد، أن يُخاف منا ولا نَخاف، كان هذا هو موقفنا حين دخول قواتنا لتحرير اليمن من الانقلابيين، ومثله عند إعلان أننا قادمون إلى حيث يتواجد تنظيم داعش والقوى الإرهابية الأخرى في سوريا المدعومة من إيران، دون أن نتردد أو نفكر في التخويفات التي تصدر من إيران فيما لو نفذ هذا العزم وترجم هذا الموقف إلى حقيقة واقعة.
***
المملكة دولة كبرى، وإمكاناتها مؤثرة وتؤهلها لأن تكون فاعلة في حفظ الأمن والسلام والاستقرار في دول المنطقة، في مقابل أن دول العالم لا غنى لها عن المملكة في رسم منظومة عسكرية، وإيجاد تحالفات معها بما لديها من تشكيلات عسكرية متكاملة وتسليح عسكري متطور وخبرات ميدانية متراكمة في القتال.
***
ولا يمكن لدول العالم أن تتصور نفسها في وضع من تسمح إمكاناتها العسكرية بالاستغناء عن المملكة، أو الشعور في أي زمان ومكان بعدم الحاجة لها؛ فيتم تحييدها في أي معالجة للتطورات في العالم، أو أن مثل هذا التعامل يمكن أن يخلق تغييراً ويحدث تطوراً ميدانياً، فيما أن المملكة ليس لها مشاركة وتفاهم مع الدول الكبرى في أي تخطيط أو توجهات تقود في النهاية إلى تحقيق أهدافها أمناً وسلاماً واستقراراً.
***
المملكة قد تكون في سوريا، وقبلها كانت في اليمن، وهي الآن ودائماً في جاهزية عالية واستعداد كامل إذا ما تبين لها أن هناك مصلحة في أي معارك أخرى قادمة طالما أنها تؤمن لشعوب منطقتنا الاستقرار، وتوفر لدول منطقتنا حالة من الأمن لا تسمح للإرهابيين باختراقها، أو إحداث فوضى ونزاعات وأجواء متوترة في بلادنا تصب في نهاية المطاف في مصلحة العدو وليس غيره.
***
نعم، إيران لا تريد لدول منطقتنا أن تتمتع باستقلالها، ولا أن يكون لمواطني دولنا هذا التعايش في ظل تآخٍ بينهم، وتعاون لا مثيل له في دول أخرى، وستبقى إيران هكذا بمنزلة معول هدم لا بناء لها، كما هو لبقية دول الخليج، غير أن دولنا برجالها البواسل لن يسمحوا بأن يتواصل عبثها ما لم تكن هناك حلول دبلوماسية فإن لم تكن، فالقوة حاضرة ومستعدة لحفظ الحقوق مهما كلف ذلك من ثمن.
***
ومبعث الأمل في مستقبل المملكة وضوح الرؤية أمام المواطن، وقوة الإرادة لديه، وثباته على المبادئ، والشعور بمسؤوليته نحو وطنه. وبهذه الثوابت فلا خوف، ولا شعور بالقلق، أو تفكيراً بالآتي إلا بما يعزز لحمتنا، ويضاعف من قوتنا، ويبقينا أحراراً وسادة في عالم يموج بكل مظاهر الإرهاب الذي لم يستثن أحداً، وليس لنا من خيار إلا مقاومته بالقوة القادرة على هزيمته.
***
وبالقول المختصر: نحن بقواتنا المسلحة في اليمن، وغداً في سوريا، وقد نكون في مواقع أخرى؛ فقدرنا أن نكون في الواجهة وبالقوة المناسبة للدفاع عن الكرامة والحق، وليس لنا من خيار آخر في الدفاع عن الوطن والأمة إلا بهذا التموضع على جبهات القتال لكسر شوكة العدو، وكما قال شاعرنا القديم:
إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً
فما حيلة المضطر إلا ركوبها