معاناة فاجعة.. حزن أليم بحجم زلزال قوي، يصاحبه شعور نافذ ومؤثر.. هذه المرة جاء مباغتاً.. أهو زلزال حقيقي؟! أم تراه زلزال حياة مضطربة.. بل إن للوجدان زلازله وانفجاراته وبراكينه؟!
بعد أن أفاق من هول الصدمة صرخ: أين قياساتهم ورخترهم؟!.. لحق بأهل حيه الذين يهرعون الآن مجفلين من هول دوي حل في غابات الأسمنت المتراصة، وأعمدة النور التي بان عوارها الآن بعد حلول السكينة.
وهو يهرول هارباً إلى مساحات تقابل الأبنية شبه المهدمة.. هجس بفاجعة: أننجو من مدينة تغربل ما فيها من حياة وبشر وأمكنة؟! ما مصير من يقاوم ويتحدى زلازل مدمرة كهذه؟
فجع مع من حوله أن زلزال البشر هو الذي حلّ هنا بعد أن أُسْقِطَتْ على هذا الحي من الجو قنابل ضخمة ومخيفة.. فالنظام الذي يزعم الأبدية.. يزعم أيضاً، ويبرر أن إرهابيين لاذوا بهذا الحي، وهاهو يقتلهم، بمن فيهم أهل الحي.. حياة أليمة تعصف برجل يقارن بين زلزال الطغاة وثورة الطبيعة.
- قصة قصيرة/ سامي الصفراني