فهد بن جليد
في المرحلة الابتدائية كنا (نضحك ونقهقه) أمام الأستاذ، عندما كان يروي علينا قصة (صاحب الحمار والأحمقين) في مادة المطالعة والمحفوظات دون أن نفهما.. القصة باختصار -لجيل الهامبورجر- تقول: إن رجلين كانا يسيران في الطريق فتمنى أحدهما أن يرزقه الله (قطيعاً من الأغنام) ليأكل من لحمها، ويشرب من حليبها، فما كان من صاحبه إلا أن تمنى أن يرزقه الله (قطيعاً من الذئاب) لتأكل وتفترس قطيع الأغنام.. دخل الرجلان في عراك، واتفقا أن يُحكِّما أول رجل يشاهدانه في الطريق.
بالفعل جاء رجل يركب حماراً ومعه (جرّة عسل)، فعرضا عليه الأمر، فما كان منه إلا أن أخذ الجرّة وكسرها، وقال مقولته الشهيرة (أراق الله دمي مثلما أراق هذا العسل إنّ لم تكونا أحمقين) انتهت القصة.. حينها لم ندرك أن المغزى هو الحذر من (الحمق والانفعال)!!.
مجمل المشاكل العائلية والمجتمعية اليوم بسبب ذلك، لو أن كل معلم في تلك المرحلة أوصل الدرس جيداً، وشرح الفكرة، لاستفاد (رجال الغد) وتقلصت المشاكل. مثل هذه الروايات والقصص لم تعد في المناهج التعليمية، رغم أن المورث الشعبي يحوي (قصصاً) ذات معانٍ كبيرة.. تقول إحدى هذه الروايات إن الرسالة المشوشة، وعدم الفهم والإصغاء من أسباب القطيعة وفشل الحوار!!.
فقد تقابل صديقان من (الطرشان) لا يسمعان جيداً, وكان مع أحدهما سيارة، فقال الأول بتروح (لحليوه) بروح معك؟!.
فرد الثاني: (لا لا مالك لوا.. بروح لحليوه، أن كان ودك تخاويني حياك الله)؟!.
افترق الرجلان، وشاهدا بعضهما لاحقاً في (حليوه) وهو (أحد أشهر أسواق نجد في ذلك الوقت) عندها صرخ كل منهما في وجه الآخر، الأول مُعاتباً: (وراك ماتبيني أخاويك لحليوه هاه، والا ما تبيني اركب معك)؟.. الثاني صاحب السيارة غاضباً: (يومك بتروح لحليوه ليش ما خاويتني.. هاه، والا ماتبي تركب معي)؟!.
قصة الرجلان تختصر (حال الحوار)، نتيجة عدم الفهم والإصغاء الجيد؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،