فهد بن جليد
الأعمال الخيرية (غير جاذبة) للأضواء، لذا لجأ أحد (أئمة المساجد) بحي أم الحمام الشرقية بالرياض، إلى التعهد (بالدعاء في ظهر الغيب) لمن يساهم في رعاية مسابقة (مسجده) ضمن باقة من المُميزات البسيطة مثل وضع شعاره واسمه على مطبوعات المسابقة، وتكريمه في الحفل الختامي أمام (جماعة المسجد) كُل هذا مُقابل تقديم (ثلاث جوائز قيِّمة)، والتكفل بمصاريف (رحلة حج) للفائزين ووالديهم، وبعض الجوائز العينية البسيطة الأخرى.
بغض النظر عن سابقة (الدعاء في ظهر الغيب) مقابل الرعاية، فبرأيي أن مجرد تنظيم مُسابقة محلية تنطلق من (مسجد الحي) خطوة جيدة بحثنا عنها طويلاً، ونادينا بها مراراً لتفعيل دور المسجد في خدمة المجتمع، وحث شباب الحي على التنافس الشريف في خدمة وطنهم، ومحيطهم القريب، وأن يكونوا فاعلين وإيجابيين، وشغل أوقاتهم بما يفيد في دورات (لبناء الشخصية)، والتوعية (الأمنية والاجتماعية)، وربط الشباب ببعضهم ضمن إطار المسجد، وعلى مرأى من والديهم وأبناء حيّهم، وحمايتهم من أي دعوات مشبوهة.
(حامل المنارة) ليس سوى واحدة من الأفكار التي يمكن أن يقدمها أي (إمام مسجد أو جامع) لأنها تسعى لربط الشباب بالمسجد بطريقة صحيحة، في وقت يشعر فيه (بعض الآباء) بقلق من تعلق ابنه بالمسجد وجماعته، فالفائز بها يجب أن يتصف بحسن الخلق، المحافظة على الصلاة، المحافظة على المرافق العامة في الحي، يقدم مبادرات قابلة للتطبيق داخل الحي، والتفوق الدراسي، بهدف إشعال روح المنافسة بين الشباب ليكونوا قدوة لبقية أبناء الحي!
من المبادرات المُنتظرة لسكان الحي من هكذا خطوة إنشاء منصة وبناء شبكة تواصل إلكترونية للجامع ليتواصل من خلالها أبناء الحي، ويناقشوا أمورهم ويتبادلوا أفكارهم ويخرجوا إبداعاتهم لكل ما فيه خدمة حيّهم والرقي به، والمحافظة عليه!
المسجد منارة إشراق وتنوير وعلم وعمل، انطلقت منه الجيوش الإسلامية، والقوافل التجارية، وارتبط بالدروس والدرجات العلمية، فيه يكرم الضيف، ويساعد الفقير، ولكن فهمنا له اليوم ما زال قاصراً بجعله مكاناً (للصلاة فقط).
وعلى دروب الخير نلتقي.