فهد بن جليد
ماذا يستفيد من يقوم بعمل (رتويت) لأي خبر (أمني)، أو إشاعة، أو فضيحة، تصله بغض النظر عن (صحة المعلومة)، أو الصورة مهما كانت (فاضحة) أو (فوتوشبية) أو حتى حقيقة؟!.
ربما أن هذا الخبر يضر بالبلد، أو فيه تنبيه للمجرمين من أي تحركات أمنية أو نحوها، وقد يكون المصدر الأصلي هو (عدو من خارج البلاد)، بينما (المصدرجي الداخلي) هو شخص ساذج يبحث عن التميز والسرعة في نقل الأخبار والأحداث؟!.
نحن من تسبب بظهور (المدرسة المصدرجية) بيننا؟ عن طريق شغف (اللقافة المجتمعية) بالتسابق على نقل الأخبار وتداولها، ونشرها، ومنح (المصدرجيين) مكانة؟ وكأنهم فعلاً يملكون الأخبار، وقريبون من دوائر (صنع القرار)، ومنحهم لقب (فلان يجيب العلم)!.
أحمد الله أنني لا أمتلك رقم (واتس أب)، ولم أرسل أو أستقبل (رسالة واتسابية) في حياتي، وكل من سألني لماذا لا يوجد لديك (واتس أب)؟ أخبرته أن المدام نفع الله بعلمها، لا ترى ذلك لمن هم في مثل ظروفي، وإن كانت تمتلك (واحداً) فقط!.
(هنّ) أبخص بما يعود على (أزواجهنّ) بالنفع!.
تخيل لو أنني مدير قروب (واتس أب) - لا سمح الله - وفيه من الإخوة (المصدرجية) اللي (ما لهم قاع)؟ وقام بإرسال خبر كاذب كوننا نعيش في زمن السرعة، كيف لي أن أتحمل تبعات ذلك قانونياً؟!.
يجب أن نعترف بأن هذه (ثورة تقنية) هائلة، لم نجارِها بالطريقة الصحيحة، وأن السلوكيات الخاطئة تكاد تكون نتاجا طبيعيا لتقصير الجهات المعنية (بالتوعية والتحذير) وعدم استخدامها منصات متنوعة للتوعية مثل (المدارس، المساجد، خطب الجمعة، الوسائل ذاتها).. إلخ!.
مكافحة (المدرسة المصدرجية) الضارة، والتحذير من تحول المسلم العادي المسالم إلى (مصدرجي كذوب) واجب ديني ووطني ومجتمعي وأخلاقي، ألا يسعُنا حديث (أن يحدث بكل ما سمع) قبل شبكات التواصل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.