د. منال عبد الكريم الرويشد
الحياة الثقافية لكل مجتمع تظهر جليّة وواضحة في المواسم والمناسبات الوطنية قبل المحافل الدولية من هنا فإن ما يحدث في الوسط التشكيلي من دعم هو بالتالي واجهة للمجتمع الثقافي أيضا.
الحرس الوطني هذا العام لم يطلق كعادته دعوة للفنانين التشكيليين والفنانات للمشاركة في معرض الفنون التشكيلية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية), واقتصرت المشاركة للتشكيليين من خلال أجنحة إمارات مناطق المملكة وتاهت الرياض بين هذه المشاركات.
الفن التشكيلي لغة الشعوب وإرث الحضارات وتاريخ الأمم والمملكة لديها مخزون كبير من المبدعين والمبدعات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة في مختلف المجالات ومنها الفن التشكيلي ووجود صالة للفن التشكيلي السعودي في مهرجان الجنادرية يساهم في وضع لحمة وطنية لدور التشكيل السعودي, والتجمع في معرض واحد يقدم ثقافة بصرية وجمالية وواجهة ثقافية في محفل كبير وضخم لا يتكرر إلا في الجنادرية. لم أحبذ فكرة عرض الفن التشكيلي هذا العام لكل منطقة في جناحها وإلغاء المعرض الشامل المتنوع المتضمن لأعمال التشكيليين وتنفيذ الورش والبرامج والأمسيات الثقافية لإبراز جانب مهم من ثقافة وتراث المملكة, فتوزيعه على أجنحة إمارات المناطق أحدث تشتت كبير, ولكبر مساحة الجنادرية وتباعد مواقع الأجنحة أتوقع هناك معارض تشكيلية قد لا يتسنى للمهتم متابعتها جميعها.
أما تشكيليو وتشكيليات الرياض تاهوا هذا العام وتاهت مساحتهم لا أعرف لمن أذهب ولا أين اشارك بأعمالي؟؟. هل يعقل تظاهرة ثقافية بحجم الجنادرية الفن التشكيلي بها يكون موزعاً من خلال أجنحة المناطق ومن لا جناح لهم لا مشاركة لهم أين يذهبون؟. أهل الرياض الأقرب والأكثر مشاركة سنوياً لم نجد ما يدلنا على كيفية المشاركة؟ أتمنى من الحرس الوطني أن يعنى بدور الفن التشكيلي بتجمع سعودي من مختلف المناطق والمحافظات في مكان واحد ولا يمنع مشاركة من يرغب من خلال أجنحة المناطق كما أتمنى من الحرس الوطنى وهو الداعم على مدى 30 عاماً للفن الشكيلي أن يوجد مساحة لمعرض تشكيلي على مستوى المملكة وأن يوكل هذه المسئولية للجمعية السعودية للفنون التشكيلية المركز الرئيس ويكون مقر المعرض في داخل القرية الشعبية بما يعطي الفن التشكيلي أهميته التي يستحقها في احتفالية ضخمة بحجم مهرجان الجنادرية.