سارة العتيبي ">
لفت نظري اعلان يحمل عنوان: «الحليب الافضل لطفلك لا يمكن شراؤه» أتدرون ما هو؟ إنه حليب الأم عبر الرضاعة الطبيعية من الأم للطفل مباشرة، وأكثر ما استوقفني أن وراء هذا الاعلان أكبر شركة وطنية منتجة للألبان في المملكة والشرق الأوسط، كما أنها تمتلك مصنعا كبيرا لإنتاج حليب الأطفال الرضع.
ما أروع الاعلان ومن وراءه من شركة عظيمة في حجم المراعي التي ترددت كثيرا في ذكر اسمها في المقال، ولكن الأمانة وعظم الحدث دفعني أقول إن هذا أقل تعبير عن شعورنا الطيب تجاه موقفها الإنساني النبيل، ودعمها وحثها على الرضاعة الطبيعية رغم أنه قد يؤثر على مبيعات حليب الأطفال البودرة التي تنتجه الشركة نفسها، ما أعظم المواقف النبيلة التي تنسى فيها الشركات الجوانب الربحية وتركز على الجوانب الصحية والانسانية للمجتمع المحلي، إنها بالفعل شركات وطنية.
إن الحديث عن هذه المواقف يطول كثيرا ولكن أرى أنه فرصة جيدة كي تفكر دائما شركاتنا المحلية في مثل هذه المواقف العظيمة التي تترك آثارا ومواقف طيبة على المجتمع بأكمله، فالجانب المجتمعي والانساني في غاية الاهمية يجب أن يكون حاضرا في أذهان القائمين على الشركات مثلما فعلت هذه الشركة العملاقة وهزت كيان المجتمع المحلي والإقليمي برسالة نبيلة تحفز المرأة على الرضاعة الطبيعية.
وأنا كأم ولدي اطفال لا استطيع ان اصف لكم مدى شعوري واحساسي عندما شاهدت هذا الإعلان وتعمقت في الرسالة العظيمة التي يقدمها للأم تجاه طفلها الرضيع، كما ازداد تعلقي بالشركة ومنتجاتها وأيقنت أنه ليس لنا سوى منتجاتنا وشركاتنا الوطنية التي تحثنا دائماً على البعد الصحي والإنساني.
نأمل أن نرى المزيد من النماذج المتميزة بدعم من مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية، وأعتقد أن صاحبة المبادرة الأولى وهي المراعي ستقدم لنا نماذج أخرى مثل هذا النموذج المتميز الذي هز كياننا وحرك مشاعرنا، وسنظل نتذكر الرسالة العظيمة أن «الحليب الأفضل لطفلك لا يمكن شراؤه» وبالفعل إنه الحليب الافضل والأغلى في العالم حليب الأم.