كتب - سلطان الحارثي:
أكاد أجزم بأن المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع قبل نهائي كأس ولي العهد وتحدث فيه الشيخ عادل الكلباني عن فريق الهلال داعيا بأن يخسر من أمام فريق الأهلي برباعية، وتلك أمنية لن يستطيع أحد أن يمنع الشيخ منها، فالشيخ سبق وأن اعترف بميوله، وأعتقد بأنه متابع جيد للمباريات، وهذا لا بأس به، وهو من الترويح عن النفس، كما قال ويقول الكثير من المتدينين، ولكن ما يجب أن نقف عنده في كلام الشيخ، ووقف عنده كل المجتمع الرياضي العقلاني والذي ينطلق من باب الحياد التام، بينما سيستغله المجتمع الرياضي المتعصب، ويبني عليه آراء قد تصدم الشيخ فيما بعد، هي كلمته التي وضعته في هاشتاق قيل فيه عن الشيخ ماقيل، وبعض ماقيل لم نكن نتمنى أن يُكتب بحق شيخ وإمام مسجد، ولكن هو من وضع نفسه في هذا الموضع!!
تلك الكلمة التي لم نود سماعها ممن سبق وأن أمّ المسلمين في الحرم المكي الشريف، والآن يُصَلِّي بالمسلمين في أحد أكبر مساجد الرياض، هي قوله حينما طلب منه الشخص الذي يصوره (بعلمه) ادع للهلال، فقال (أعوذ بالله)!!
هي كلمة لو صدرت من شخص عادي لما أعرناها أي اهتمام، ولكنها صدرت من شيخ وإمام مسجد وحافظ للقرآن، ويتبعه الكثير من العامة، فكيف سيُفسر كلامه..!؟
إن التفسيرات كثيرة ومتعددة، فالشيخ وضع الهلال وكأنه شرير يستحق أن تتعوذ منه، وفتح بابا للجدل قد يستغله ضعفاء النفوس، ومتعصبي الرياضة السعودية، فهل علم الشيخ الكلباني بكيفية تفسير حديثه قبل أن يقول ماقال..!؟
لقد وضع الشيخ الكلباني نفسه في موقف صعب، وتحدث بتعصب ممقوت حتى وإن كان من باب المزاح، وكم نتمنى أن يعتذر عن كلامه تجاه نادي الهلال العريق، والذي شرف ولا زال يشرف كل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة، كما أن للهلال أعمالا جليلة، وخدمات إنسانية، لا يستحق عليها إلا الدعاء بالتوفيق لا التعوذ منه، فالهلال دائما مايكون سباقا لفعل الخير، ويكاد يكون الهلال من تتجه جل أعماله للخير، ومساعدة الآخرين، وهنا لا بد أن نذكر الشيخ وغيره بأن نادي الهلال هو النادي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يُعد شريكا للمنظمة العالمية (اليونسكو)، وذلك لم يأت إلا بعد تقص وبحث، وبعد أن عرفت المنظمة بجهود النادي السعودي في المسؤولية الاجتماعية التي يصرف عليها الهلال في كل موسم ملايين الملايين، ولذلك تميزت، وميزت الهلال عن غيره، فهل علم الشيخ الكلباني بهذا الأمر..!؟
وهل علم بأن الهلال في كل موسم يقيم مسابقة لتحفيظ القرآن الكريم، ويمنح على ذلك جوائز، فكيف يفرح الشيخ عادل الكلباني بهزيمة ناد يقوم بكل هذه الأعمال الخيرية حتى وإن كان لا يميل له، والأهم كيف يتعوذ من ناد كله خير لأنصاره ولكل مواطن ومقيم يعيش على أرض هذا البلدة الطيبة...!؟
خاتمة..
أتمنى أن لا يكون حديث الشيخ الكلباني حديث الباحث عن الضوء في الرياضة، كما أتمنى أن لا يكون الشيخ جاهلاً في أعمال الهلال الخيرية والتي لا يستحق معها إلا أن ندعو له بكل خير، وأن يحقق بدل البطولة عشراً، فناد مثل الهلال يستحق الدعم والتشجيع والتأييد والدعاء، فإن حقق بطولة ستكون فائدتها شاملة، ولن تقتصر على النادي فقط.