حمد بن عبدالله القاضي ">
لم تعد الجامعات في بلادنا تقتصر على رسالتها التعليمية بل أصبح لها حراكها المشهود في خدمة المجتمع ومنظومة الثقافة في وطننا.
وجامعة الجوف إحدى الجامعات التي أضحى لها نشاطها المبارك بمنطقة الجوف: اجتماعيا وثقافيا، وكان من آخر مناشطها المعرض الثاني للكتاب بعد نجاح معرضها الأول من أجل الإسهام بنشر الكتاب والتحفيز على القراءة فضلا عن إقامة فعاليات ثقافية مصاحبة للمعرض للمشاركة بالحركة الأدبية بمنطقة الجوف عبر هذا النشاط المنبري الذي سيشارك به نخبة من أبناء منطقة الجوف والمملكة عبر ندوات ومحاضرات وأمسيات ستضيف للمعرض إقبالا وتفاعلا وجذبا لزوار المعرض وزائراته.
إنني أثمن لجامعتنا الفتية «الجوف» هذه النشاطات الاجتماعية والثقافية التي يقودها ويتولاها أبناء جامعتها وأحيي منسوبيها: معالي مديرها د. إسماعيل البشري وزملائه بالجامعة وكلياتها وفروعها ومزيدا من العطاء.
لقد سعدت أن شاركت بمحاضرة بمعرض جامعة الجوف عن أحد رواد التربية والتعليم معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف على مدى سنوات طويلة ثم وزيرا للتعليم العالي والذي افتتحت خلال توليه المعارف آلاف المدارس والمعاهد وتطور التعليم بعهده تطوراً كبيراً، ثم بوزارة التعليم العالي، رعى التعليم الجامعي والجامعات الرائدة كجامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فهد للبترول، حتى انتقل رحمه ربه وهو على رأسها، فضلا عن كونه أديبا أسهم بالحركة الثقافية بالمملكة بالعديد من الكتب الفكرية والأدبية، كما كان مسؤولا عن العديد من المؤسسات الثقافية كدارة الملك عبد العزيز والمجلة العربية والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
لقد كان يفترض أن تكون محاضرتي عن معالي الشيخ بجامعة أم القرى بوصف معاليه رحمه الله تخرج منها، وقد تحولت جامعة خلال إشرافه على التعليم العالي والجامعات، فضلا عما كان يولي هذه الجامعة اهتماما خاصا بوصفها بمكة المكرمة، وكانت نواة الجامعات ببلادنا بافتتاح أول كلية ببلادنا»كلية الشريعة» بمكة المكرمة.
لقد كان هناك تنسيق بين معالي د. بكري عساس مدير الجامعة وبيني حول ذلك، لكن وجدت أن الجامعة ستتأخر بإقامتها، وتكرمت جامعة الجوف بطلبي المشاركة بنشاطها الثقافي فرأيت إلقاء هذه المحاضرة فيها، وإن كان الأولى أن تكون بجامعة أم القرى لكن جامعتنا العزيزة تتأخر بالوفاء حتى يسبقها الآخرون وليس أدل من تأخرها تكريم أحد أعضاء هيئة تدريسها العالم المحقق الكبير د. عبدالرحمن العثيمين الذي ظل عضوا في هيئة التدريس حتى أقعده المرض عن الاستمرار فيها وانتقل إلى رحمة الله ولم تكرمه جامعته التي أعطاها صحته ونضارة عمره، وبحمد الله تم تكريمه من جهة أخرى نيابة عنها!!
أعود لجامعة الجوف التي سرني كثيرا نشاطها الثقافي بمنطقة الجوف وكان معرضها الثاني للكتاب «أيقونة» ثقافية بزواره وفعالياته الثقافية.
الجوف وأهلها يستحقون ما تقوم به جامعتها، فهم أهل وفاء وولاء وكثيرا من رجالها ونسائها يخدمون وطنهم فيها وفي مناطق الوطن الأخرى مثل الشورى والمستشفيات التخصصية والجهات العسكرية والمدنية وغيرها.
واختتم مقالي بسطور من مقالة كتبتها عن الجوف العزيزة بعد زيارة سابقة لها.
=2=
الجنادرية صناعة سعودية بلورت تراث الوطن ووحدته
زرت قرية الجنادرية التي طرزت تراث المملكة الثري بكل مناطقها وفدزرت فقط بعض الأجنحة كالقصيم وحايل والشمالية لظرف الوقت
وهذه اطلاعات سريعة عن بعض الأجنحة التي تهيأ لي زيارتها.
شدني كثيرا بأقسامه وتجسيده لترات القصيم و إرث أرضها فضلا عن تجسيد حاضرها وتحية للمشاركين والكفاءات القائمة عليه
من أكثر ما شدني بقرية الجنادرية: جناح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بجناح القصيم الذي يذكرك به وبنذر عمره للعلم والدعوة إلى الله على بصيرة/ وأحيي الأمير الفاضل محب العلماء فيصل بن مشعل الذي عمدّ بتخصيص جناح خاص به.
كما شرفت بزيارة جناح منطقة حايل وأعجبني تنوع أقسامه وإبراز منتجاتها وإرثها وتاريخها العريق.
جناح الحدود الشمالية جسد تراث المنطقة وكرمها وحرص القائمين عليه على إعطاء صورة مشرقه عن ماضي منطقتهم وحاضرها.
أخيراً لعل أكثر ما يبهح أن هذه القرية التراثية المتألقة السعودية العالية: صناعية سعودية فنجاحها تم على أيدي وعقول سعودية مدنية وعسكرية وعلى قدرات مشاركين من مختلف أرجاء الوطن نسائية ورجالية فقدموا عملا راقيا يضاهي عمل أكبر الشركات العالمية المتخصصة تحية لكل من خطط وعمل وشارك في المهرجان الوطني الأبرز: تراثا وثقافة.