فهد بن جليد
هل يمكن أن تُحاسب وزارة الثقافة والإعلام كل مؤسسة إعلامية أو قناة تلفزيونية (تمنح لقباً) غير مُستحق لمحلل سياسي، أو عسكري، أو اقتصادي، أو اجتماعي ..إلخ، حتى امتلأ الفضاء (بالعابثين والمُحتالين)؟!.
لا أحد يُحاسب من يقدم لك (بزنس كارت) يحوي (ثلاثة أسطر) من المهن (الوهمية) التي يشغلها، والتخصصات التي يُمارسها، والإعلانات التي تروج له على طريقة ( اكتب ما تريد طالما أنك تدفع ما نريد)!!.
في ظني أن تفعيِّل الجمعيات التي تقوم بدور (نقابات المهن)، بات أمراً حتمياً ومُلزماً، على الأقل لتصنيف ومحاربة مُدّعي ومنتحلي التخصصات، فلم يعد أمراً مقبولاً أن يخرج علينا (مُستشار أسري) بمرتبة (مدرب مُعتمد)، وفي أوقات الفراغ يمارس (الرقية الشرعية)، وعند الحاجة (مأذون شرعي)، ولديه شغف كبير بفك (السحر والطلاسم)، و مُجرب لعلاج (أثار العين)، وله اهتمام واسع (بفن الحدا)، ولا يشق له غبار في (تقسيم التركات، والتوفيق بين الورثة)، ومنحه الله قدرة فائقة على (تفسير الأحلام) وتجارة الأغنام!.
لا أعتقد أن هناك جامعة في العالم يمكنها أن تؤهل (شخصاً واحد اً) للقيام بكل هذه الأدوار؟ في بعض المجتمعات المُتقدمة بات من الممجوج والتخلف البشري التشبث ببعض الألقاب المُستحقة مثل (دكتور، مُهندس) على اعتبار أن هذه درجات علمية خاصة بالشخص، وغير مُلزمة للمُتعاملين معه، وهو عكس ما يحدث لدينا، (فياويلك ويل) لو قدر الله لك أن تكتب أو تنطق اسم الدكتور (حاف) دون (داله الدالة على دلالته)!.
نحن من أبسط المُجتمعات، وأسرعها تصديقاً، مؤخراً وصلتني دعوة للإسراع بالتسجيل في دورة (برسوم ومقاعد محدودة) يقدمها (مهرج سابق) على شبكات التواصل، بعد أن منحته الشركة المنظمة لقب (كاتب وروائي وشاعر وإعلامي) على طريقة دورة (زعيطان) واحد راكب، اللحق يا ولد، فعلاً رزق الـ.. على المجانين!. وعلى دروب الخير نلتقي.