موضي الزهراني
سأبدأ مقالتي هذه بذكر بعض المواقف السلوكية المرفوضة دينياً واجتماعياً، انتشرت في الآونة الأخيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصويرها من القائمين بهذه السلوكيات ليلاً ونهاراً، وارسالها في مواقع النت بكل إصرار واستهتار بالأخلاقيات والآداب السلوكية، وأرى أنهم معذورون لأنه من «أمن العقوبة أساء الأدب» وسأذكر بعض تلك المواقف كمثال وليس للحصر:
1- تشجيع أب لطفله الصغير على القيادة بالرغم من مخالفته للنظام، وصدور عقوبات بذلك، وتحريضه بكل استهتار على السرعة بدون «لنظام ساهر»!
2- انتشار مقاطع الاحتفالات بالولائم بصورة مستفزة، والقيام بتصويرها بكل التفاخر الجاهلي ونشرها في المواقع وتداولها مصاحباً لها «الشيلات» القبلية التي انتشرت أيضاً في هذه السنتين، ونحن في وقت يتطلب منا الاهتمام بالمصروفات والتفاعل الانساني والوطني بما يعيشه جنودنا على الحدود من مخاطر من أجل راحتنا!
3- والأدهى من ذلك انتشار مقطع لزواج شواذ تم تداوله بكل استهتار بالمضمون المحرم له، وبالآثار الاجتماعية والسلوكية المنحرفة بعد انتشاره، وأثر ذلك على أسر هؤلاء المرضى بالشذوذ «الله يلطف بحالهم ويشفيهم مما ابتلاهم به» وبدلاً من اتجاههم للتخفي والستر على مصيبتهم الأخلاقية، يقومون بالتصوير ونشر المقاطع عبر «السناب شات» ليتم الاستدلال عليهم من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتم القبض عليهم متلبسين بفعلتهم المرفوضة دينياً واجتماعياً! وهناك للأسف الكثير من المقاطع التي نحزن لتداولها وانتشارها كانتشار النار في الهشيم، وتصفح الصغير والكبير لها، وتمر مرور الكرام، وتهدأ الأحوال لفترة بعد فترة بسيطة من الاستهجان ثم تعود مرة أخرى وبقوة مؤلمة لما أصبح عليه المستوى الأخلاقي ليس في محيط الشباب والفتيات فقط، بل حتى على مستوى من نتوقع منهم «القدوة الصالحة» مثل بعض الآباء المُحرضين لأطفالهم على القيادة مما يعرضهم للخطر ويزرع بداخلهم تحدي النظام والاستهتار باحترام «الوطن» الذي يأويه ويحميه ولا ينتظر منه إلا احترام أنظمته فقط! ولا أجد مبررات قوية لانتشار هذه المقاطع المؤسفة إضافة لاستغلال قنوات التواصل أسوأ استغلال والجهل بأهدافها الحضارية، إلا بما هو أقوى من ذلك وهو «غياب العقوبات الصارمة» لمن لا احترام ولاكرامة ولا أخلاق لديه وخاصة أصحاب تلك المقاطع التحريضية لما هو ضد أمن الوطن، وضد شريعتنا الاسلامية التي ترفض المجاهرة بالمعصية، حيث أصبح التصوير هاجسهم الأول والأخير بدون اعتبارات لنتائجه على المستوى الوطني العام والخاص.