د.عبدالعزيز الجار الله
المتابع للجوانب الجغرافية، السكانية، الاقتصادية، الموارد الطبيعية، التقسيم الإداري، يلاحظ أن شمال المنطقة الشرقية والذي بدأ يتشكل مؤخرا بفضل الله ثم بفضل القيادة الكريمة التي نفذت في السنوات الأخيرة مشروعات خدمية واستثمارية ومدن اقتصادية وصناعية على طول الساحل الشمالي للخليج العربي من الجبيل وحتى الخفجي على الحدود السعودية - الكويتية غيرت من الساحل الشمالي للخليج العربي، - يلاحظ - أن شمال الخليج العربي بدأت تظهر ملامحه من حيث التكوين و التوزيع الإداري مما يتطلب إعادة التوزيع والتشكيل الإداري للمنطقة بما يتناسب مع توزيع التنمية بين المحافظات - المزيد مراجعة المقالين السابقين - .
يلاحظ أن شمال الخليج يتكون من قطاعين:
القطاع الأول : قطاع السهل الساحلي يضم مدن ومراكز أهمها ( الجبيل، رأس الخير، السفانية، رأس مشعاب، الخفجي ) .
القطاع الثاني : بر شمال الخليج شريط صحراوي تمثله رمال البيضاء تتوزع المستوطنات والتجمعات السكانية عليه .
كما هو معلوم أن القطاع الساحلي تحظى مدنه ومحافظاته وبتنمية متزايدة نظرا لأهميته كمواني وموارد للنفط والماء والكهرباء ومقرا للمصانع والصناعات، أما شريط الصحراء - البيضاء - والذي له أهميته الاقتصادية لم يأخذ حقه من التنمية لأسباب تتعلق لتعدد تبعيته لأكثر من محافظة .
يقع قطاع البيضاء غرب السهل الساحلي للخليج العربي وهو الجزء الشمالي من الرمال الكبيرة التي تعرف باسم رمال الجافورة محصورة ما بين الخليج العربي من الشرق، والصمان والدهناء من الغرب, ومن الجنوب رمال الربع الخالي، ومن الشمال الخفجي ورأس الخليج، وتعد رمال الجافورة مع رمال الربع الخالي والنفود الكبير والدهناء من أكبر البحار الرملية بالمملكة، تسمى الأجزاء الشمالية من الجافورة باسم البيضاء تحديدا من شمال الأحساء المنطقة التاريخية، شمال بقيق حتى الخفجي، تفصلها عن قوس رمال الدهناء هضبة الصمان لتشكل تعاقب بيئي طبيعي من الغرب إلى الشرق: رمال الدهناء ثم هضبة الصمان ثم رمال البيضاء ثم السهل الساحلي فمياه الخليج.
هذه المكونات الطبيعية والمخزون النفطي والغاز وبعض المعادن ترشح البيضاء أن تكون محافظة مستقلة بدلا من أن تبقي مقسمة على محافظات عدة : الأحساء، بقيق ,الدمام ,الخبر، القطيف، الجبيل، قرية العليا، النعيرية .