خالد بن حمد المالك
يأخذني الهم الوطني، أعيش دائماً مثلكم في أجواء فرحه وتألقه أحياناً، أكون متفاعلاً بحزني مع أحزانه أحياناً أخرى، فلا أهرب من الحالات التي يمر بها الوطن، ولا أجد نفسي في مسافة بعيدة تبقيني بعيداً عن القلق والخوف أو من نشوة الفرح على حد سواء.
***
وكل مواطن مخلص سيجد نفسه مصدوماً عندما يرى مواطناً غير آبه بما يمر به الوطن من تحولات إيجابية أو سلبية، أو آخر يكون غائباً تماماً عن التفكير والعمل -بحسب قدراته- في مواجهته للتحديات، بل والأسوأ عندما ترى أن هناك من أبناء الوطن من يتآمر عليه، ويذيقه من محراب جهله بممارسته للقتل والجرائم والإرهاب بحق الأبرياء من المواطنين والمقيمين.
***
هل هناك من مبرر لمن يتخابرون مع العدو ويتعاونون معه لإذكاء ما يعزز الفتنة بين أطياف المجتمع، وهل من تفسير مقنع لكي نفهم لماذا يتم استحضار مواطن أرعن وجاهل وعدواني لنزعة الاعتداء غير المبرر، مدفوعاً بتعليمات خارجية، لكي يحدث بحزامه الناسف قتل نفسه وعدد من الأبرياء.
***
سباق مذموم بلا هدف غير هذا العدوان واستباحة دماء الأبرياء، ومحاولة من هؤلاء القتلة نزع صفة الأمن والأمان من البلاد، وخلق أجواء من الفوضى، عوضاً عن أن يكون حارساً أميناً لوطن ينتمي إليه، فيحمي أرضه وبحاره وسماءه بما لديه من قدرة لا أن يتآمر عليه.
***
وهؤلاء لأنهم لا يمثّلون الوطن، بتاريخه وقيمه وأخلاقه، فهم لا يستحقون صفة المواطنة التي يشرف الإنسان السوي بالانتماء لها، ولهؤلاء المغرر بهم نقول إنهم نقطة سوداء لن تؤثر أبداً على هذا التاريخ المضيء والمشرق للمملكة، في ظل تماسك أطياف المجتمع بأكثريتهم ووحدتهم لإفشال هذه الثقافة النتنة، والممارسات العدوانية التي أدانها ويدينها الجميع.
***
ومع كل ما حدث وما قد يحدث، ومع مرارته وقسوته، واستقصائه للأبرياء من الناس، وبرغم التوقع بما قد يأتي لاحقاً، فإن الدولة بمواطنيها ورجال أمنها البواسل قادرة على أن تلحق الهزيمة بهؤلاء المخترقين من العدو، وأن تسوقهم إلى العدالة، وإلى ما يحكم به شرع الله، لتكون نهايتهم في مزبلة التاريخ.
***
وسيبقى الوطن حراً وسيداً ومنيعاً، حتى وإن جار عليه بعض أبنائه العاقين، حتى وإن ناله من العدوان ما ناله، حتى وإن تكرر العدوان، وزاد عدد الشهداء، وقوض ما قوض من المنشآت والمباني الحيوية، فالمملكة لا يخيفها الإرهاب، ولا يركع أبناؤها إلا لله، ولا تستسلم وفيها رجل أو امرأة يدافعان عن وحدتها وأمنها واستقرارها.