د. سعود بن محمد بن سعود بن فرحان آل سعود ">
بداية، لابد أن تعرف ماهية الأزمة، وهي تغيير مفاجئ أو تدريجي ينتج عنه مشكلة ملحة يجب معالجتها حالاً وفي وقتها، وذلك لما لها من آثار سلبية وغير متوقعة، ومن أمثلتها هجوم إرهابي يودي بحياة الأنفس والممتلكات، أو عدوان خارجي عبر حدود الدولة، أو أمور اقتصادية ظهرت فجأة تمس أحوال المواطنين. وأذكر هنا أزمة الأسهم التي عصفت بمجتمعنا عام 2006، وما نجم عنها من ظواهر أصبحت بارزة ومؤثرة.
ومن خلال ما سبق، يجب أن يعمل تخطيط جيد يمكن من خلاله تجنب وقوعها أو التخفيف منها حال وقوعها، ولكن في مجتمعاتنا العربية غالباً لا يحدث هذا، لأننا لا نهتم بالتخطيط الجيد أو الاستعداد بمجابهتها، ولكن ننتظر إلى حين وقوعها، بل ولا نحسن التعامل معها.
وعند وقوع الأزمة والتعامل معها يجب الاستفادة منها لوضع الخطط والبرامج، إما لتجنبها أو التخفيف من آثارها.
وهناك مراحل ست لإدارة الأزمة، وهذه تحدث فرقاً كبيراً في مواجهتها، وهي:
1 - تجنب الأزمة، إذ إن الأزمات التي لا تُعالج كما ينبغي هي التي تثير ضجة كبيرة، وصداها يكون واسعاً ومؤثراً.
2 - الاستعداد لإدارة الأزمة، وهذا يقتضي وضع خطة لإدارتها.
3 - إدراك الأزمة، وهنا لابد من اليقين عن أنه يوجد أزمة وعدم تجاهلها، وهذا يجعلها أكثر خطورة.
4 - احتواء الأزمة، وهذا جداً أمر في غاية الأهمية، والهدف هنا هو إيقاف نزيفها وتوسعها، ويجب اتخاذ القرارات بسرعة ممكنة.
5 - حل الأزمة، وهنا تتطلب اتخاذ قرار بسرعة وثقة، ولكن كيف تتخذ قرارات جيدة عندما تكون الأحداث تجري سريعة، وهذه المرحلة بالتحديد لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال التخطيط والتنسيق والاستعداد وعمل فريق لمواجهة الأزمات قبل وقوعها
6 - وهذه هي مرحلة التعلم من الأزمة.
ومن خلال الانتهاء من الأزمة يجب أن تغتنم فرصة التعلم من التجربة وإجراء التغييرات اللازمة لتجنب أزمات غيرها والاستعداد لمثلها.
ومن خلال ما تقدم، فإن تشكيل فريق لتحليل الأزمة لابد أن يضم مجموعة من الأفراد ذوي الخبرة وبتوجهات نظر مختلفة، ولابد أن يكون هذا الفريق رسمياً، أي غير تطوعي.
أخيراً وعند الانتهاء من الأزمة يحب اغتنامها فرصة للتعلم من التجربة وإجراء التغييرات اللازمة لتجنب غيرها أو الاستعداد لمثلها، ويجب وضع خطة زمنية لمراجعة الأزمة مباشرة بعد انتهائها. وعند تحليل الأزمة لابد من تفكيك الأزمة إلى عناصر جزئية للتمكن من دراسة كيفية مواجهة أزمة مماثلة مواجهة أفضل في المرات القادمة، وذلك إذا نظرت إلى المشكلة كموجة كبيرة فسيكون من الصعب التعلم من تجربتها.
من هنا يجب متابعة نتائج التغييرات التي أجريتها بعد الأزمة، وهل هي نافعة وإيجابية وسوف تخفف فعلاً من التأثيرات السلبية لأحداث وأزمات مستقبلية.
أخيراً أتساءل: هل لدينا فرق لإدارة الأزمات؟
الجواب يصعب أو لا جواب.